نددت أحزاب ومؤسسات فلسطينية الجمعة 6 سبتمبر/ أيلول 2024، بمقتل ناشطة أمريكية برصاص الاحتلال الإسرائيلي أثناء مشاركتها في فعالية تضامنية ضد الاستيطان في بلدة بيتا، بمحافظة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
حيث قالت حركة حماس إن سياسات واشنطن المنحازة أدت لمقتل مواطنة أمريكية برصاص إسرائيلي في بلدة بيتا.
وأضافت الحركة، في بيان: “ندعو الإدارة الأمريكية إلى مراجعة سياستها المنحازة والداعمة لجرائم ومجازر الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني، والتي أدت اليوم إلى مقتل المواطنة الأمريكية (عائشة نور أزغي أيغي) برصاص جيشه المجرم”.
وأضافت: “ندين بأشد العبارات، الجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني، باستهدافه متضامنة أمريكية برصاصة مباشرة في الرأس، ما أدى إلى استشهادها”.
واعتبرت أن هذه الجريمة “امتداد لجرائم الاحتلال المتعمدة بحق المتضامنين الأجانب مع شعبنا الفلسطيني، والتي راح ضحيتها العشرات منهم، لعلّ أبرزهم المتضامنة راشيل كوري، التي سُحِقَت تحت جنازير دبابات الاحتلال عام 2003”.
وفي 16 مارس/ آذار، عام 2003، تصدت الحقوقية الأمريكية راشيل كوري، لمجنزرة إسرائيلية بجسدها الأعزل، رفضاً لهدم بيوت مواطنين في غزة، لكنها لقيت حتفها تحت آلة الحرب، لتصبح “أيقونة” التضامن العالمي مع أهل فلسطين.
ولفتت الحركة إلى أن “الجرائم تتواصل فصولها في الضفة الغربية بالاعتداءات الممنهجة والمستمرة على المتضامنين من قبل جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه، كما يحدث في كافة الفعاليات والمسيرات السلمية التضامنية في قرى وبلدات الضفة المهددة بمشاريع الاستيطان والتهويد”.
وأضافت أن “حكومة المتطرفين الصهاينة وجيشها الإرهابي، تسعى من خلال هذه الجرائم لإرهاب وقمع كل صوت ينادي بحريّة شعبنا الفلسطيني، أو يتضامن معه في ظل مشاريع استيطان وتهويد إجرامية، وحرب إبادة شاملة مستمرة تشنها عليه، دون أن يحرّك العالم الرسمي ساكناً لوقفها”.
وطالبت الحركة المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، وكافة مؤسساتها السياسية والإنسانية والحقوقية والقضائية، إلى “العمل فوراً للجم حكومة الاحتلال، ومحاسبتها على سلوكها الفاشي المتنكّر لكافة القوانين الدولية”.
ودعت حماس، الإدارة الأمريكية إلى “مراجعة سياستها المنحازة والداعمة لجرائم ومجازر الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني، والتي أدت اليوم إلى مقتل مواطنة أمريكية برصاص جيشه المجرم”.
قتلت بسلاح أمريكي
من جانبه، قال محافظ مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية غسان دغلس موجهاً كلامه للرئيس الأمريكي جو بايدن، إن “إسرائيل تقتل المتضامنين الأمريكيين في فلسطين بالسلاح الذي تقدمه حكومة الولايات المتحدة لها”.
جاء ذلك في حديث بعد مقتل المتضامنة الأمريكية من أصل تركي عائشة نور، الجمعة، برصاص الجيش الإسرائيلي في بلدة بيتا جنوب نابلس شمالي الضفة الغربية.
وأضاف دغلس: “نقول للرئيس الأمريكي إن إسرائيل لا تفرق بين طفل ولا شيخ وتقتل المتضامنين الأجانب بمن فيهم الأمريكيون”.
وذكر أن “إسرائيل تقتل المتضامنين الأمريكيين في فلسطين بالسلاح الذي تقدمه حكومة الولايات المتحدة لها”.
وتابع: “الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية كاملة عما يجري في الأرض الفلسطينية بما فيها هذه الجريمة”.
وأكمل: “المتضامنة الأجنبية كانت في مسيرة سلمية في بلدة بيتا، جاءت من أجل السلام والعيش بسلام، لكن إسرائيل قتلتها”.
وزاد: “على العالم أن يدرك ويقول لإسرائيل كفى قتلا، وأن يوقفوا الدعم لها، إسرائيل تقتل في غزة والضفة، لا ترحم أي جنسية، لم تفرق بين أحد”.
وأشار محافظ نابلس إلى أن السلطات الفلسطينية “ستتخذ كافة الإجراءات القانونية وترفع ملف مقتل المتضامنة إلى المحكمة الجنائية الدولية”.
فيما قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن إسرائيل باستهدافها ناشطة أمريكية قرب محافظة نابلس شمال الضفة، “تريد إيصال رسالة تهديد بالرصاص والدماء لكل من يفكر أن يتضامن مع فلسطين”.
وأضاف رئيس الهيئة (حكومية) مؤيد شعبان، في بيان وصل الأناضول نسخة منه، أن “إسرائيل تريد إيصال رسالة القتل لكل من يشارك في فعاليات حماية الأرض الفلسطينية وصد اعتداءات المستعمرين المسلحين”.
وتابع: “اعتداء اليوم لا يمكن فصله عن الاعتداء الذي نفذه مستوطنون قبل شهر طال متضامنين أجانب في قرية قصرة، بل يأتي في إطار تبادل وظائف الرعب والاعتداء التي تتولاها المؤسسة الرسمية والمليشيا المسلحة للمستوطنين”.
وأردف: “حادثة اليوم تؤكد بلا شك النية المبيتة لدولة الاحتلال في استهداف كافة الأنشطة والفعاليات الشعبية”.
وشدد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أن “فعالية اليوم توصل رسالة لكل دول العالم بدموية هذا النظام”.
وفي وقت سابق، قال فؤاد نافعة، مدير مستشفى رفيديا الحكومي إن “مواطنة أمريكية من أصل تركي وصلت المستشفى مصابة برصاص في الرأس (..) أجري لها عملية إنعاش، لكنها استشهدت”.
وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي أطلق الرصاص الحي تجاه فلسطينيين أثناء مشاركتهم بفعالية منددة بالاستيطان على جبل صبيح ببلدة بيتا جنوب نابلس.
بدورها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” أن المتضامنة تحمل الجنسية الأمريكية، وهي من أصل تركي، وتتطوع ضمن حملة “فزعة” لدعم وحماية المزارعين الفلسطينيين من انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين.
وينظم أهالي بلدة بيتا مسيرة أسبوعية عقب صلاة الجمعة تنديدا بالاستيطان الإسرائيلي، مطالبين بإخلاء مستوطنة “أفيتار” المقامة على قمة جبل صبيح.
ومنذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، صعّد الجيش الإسرائيلي ومستوطنون اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
وخلال هذه الاعتداءات، قتل الجيش ومستوطنون ما لا يقل عن 691 فلسطينيا وأصابوا أكثر من 5 آلاف و700، فيما اعتقل الجيش ما يزيد على 10 آلاف و400، وفق معطيات فلسطينية رسمية.