تهديد للردع أم تخطيط لهجوم.. هل تفعلها روسيا وتبدأ حربًا نوو


02:42 م


الخميس 03 مارس 2022

كتب- محمد صفوت:

دخلت الحرب في أوكرانيا أسبوعها الثاني، مع سقوط عدة مدن أوكرانية في أيدي القوات الروسية، فيما تزال العاصمة كييف في يد الأوكرانيين. خلال المعارك سقط المئات من الجانبين فضلاً عن ضحايا مدنين. وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يطالب موسكو بوقف “عدوانها” فورًا.

خلال المعارك استخدمت روسيا عدة أسلحة في هجومها على أوكرانيا، واتهمت سفيرة أوكرانيا لدى الولايات المتحدة أوكسانا ماركاروفا، الاثنين الماضي، روسيا باستخدام قنبلة فراغية خلال غزوها. وقالت إنها محظورة بموجب اتفاقية جنيف.

مع أوامر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بوضع قوات الردع الاستراتيجية الروسية في حالة تأهب التي تشمل القنابل النووية والصواريخ الباليستية والغواصات النووية، حذر الغرب من مغبة اندلاع حرب نووية. وأعلن مسؤول في الناتو أن الرد على التهديد الروسي هو وضع القوات النووية للحلف في حالة تأهب.

تهديدات نووية

تمتلك 9 دول أسلحة نووية هذه الدول هي: الولايات المتحدة وفرنسا، وإسرائيل، والمملكة المتحدة وباكستان، وروسيا، وكوريا الشمالية والهند والصين. بينهم 4 دول عارضوا أو امتنعوا عن إدانة روسيا في الجلسة الطارئة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة.

بعد إعلان موسكو وضع القوات الاستراتيجية في حالة تأهب، أعلن الغرب عن مخاوفه من اندلاع حرب نووية أو لجوء بوتين إلى الأسلحة النووية في الحرب الأوكرانية.

وفي مقابلة الخميس مع وسائل إعلام روسية وأجنبية، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف :”من الواضح أن الحرب العالمية الثالثة لا يمكن إلا أن تكون نووية، ولكني ألفت انتباهكم إلى حقيقة أن الحرب النووية تدور باستمرار في أذهان السياسيين الغربيين وليس في أذهان الروس”.

وقال لافروف: “الرئيس بايدن قال إن البديل للعقوبات هو الحرب العالمية الثالثة. لن نسمح لأي استفزازات أن تخرجنا عن إرادتنا وتدفعنا لشن الحرب” موضحًا أن روسيا لديها “عقيدة عسكرية”، تحدد شروط الأسلحة النووية.

كان الرئيس بوتين حذر من التدخل في الحرب أوكرانية، قائلاً: “إذا فكر أي شخص في التدخل في أوكرانيا من الخارج فسيواجه عواقب غير مسبوقة في التاريخ”، وكرر مرارًا فكرة أنه إذا خلا العالم من روسيا فلماذا يستمر العالم في الوجود؟

هل تندلع حرب نووية؟

زادت احتمالية اندلاع حرب نووية خلال الفترة الماضية، لكنها لا تزال ضئيلة وفقًا للمحلين والمراقبين، إذ يرون أن التلويح بالورقة النووية مجرد تهديد أو محاولة للردع.

تحدثت مديرة برنامج الأمن الدولي بالمعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني، باتريشيا لويس، في تحليل نشر عبر موقعه المعهد الخميس، عن إمكانية حدوث حرب نووية أو لجوء روسيا للسلاح النووي في الحرب الحالية، قائلة، إن بوتين صور قراره على أنه رد فعل جراء العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على بلاده.

وتضيف في مقالها إن الغرب ينظر للتهديد الروسي على أنه أحد الطرق التي يمكن اللجوء إليها بشكل مفاجئ، موضحة أن ذلك يعتمد على الوضع بالغ الخطورة إذ يحتمل أن يحدث سوء تفسير من رسالة طرف ما في الحرب، ما يؤدي إلى اتخاذ قرار على أساس فرضية خاطئة.

وكانت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلت الأحد الماضي عن رئيس قسم الشؤون المتعلقة بانتشار الأسلحة ونزع السلاح في مركز جنيف للسياسات الأمنية مارك فينو، قوله إن استخدام الأسلحة النووية في الحرب الأوكرانية أمرًا مستبعدًا، وأن وضع القوات النووية في حالة تأهب “خدعة روسية” لكنها لعبة خطيرة

وتوضح لويس، أنه في حال استخدمت روسيا ترسانتها النووية فسيكون في أوكرانيا وليس للهجوم على دولة من حلف الشمال الأطلسي “الناتو” الذي يمكنه الرد على الهجوم النووي بهجوم مماثل أو أكبر.

وكان وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، قال في تصريحات تلفزيونية الاثنين، إن بوتين يحاول استعراض قوته ويذكرنا بأنه يمتلك أسلحة رد، مضيفًا أنه لم يطرأ على وضع روسيا النووي أي تغيير.

وفقًا لاتحاد العلماء الأمريكيين، فإن روسيا تمتلك 4500 رأسًا نوويًا سواء كانت صواريخ باليستية، أو صواريخ أخرى، بالإضافة إلى 1500 رأسًا نوويًا خارج الخدمة. ويقدر الخبراء أن يكون هناك في الوقت الراهن 1500 رأسًا نوويًا “منشورة”، بمعنى أنها موضوعة على قواعد ومنصات إطلاق الصواريخ والقاذفات أو على الغواصات في البحر.

تقول لويس وهي خبيرة في مجال الحد من التسلح، إن أي تحرك لنشر أسلحة نووية من قبل روسيا سيكون مرصودًا ومراقبًا من الأقمار الصناعية الأمريكية وغيرها.

وتضيف أنه في حال فشل الدبلوماسية في الحرب الحالية وبدأ روسيا بتجهيز قوتها النووية فمن المحتمل أن يقصف الناتو مواقع تخزين ونشر الصواريخ الروسية لمنعها من إطلاق أسلحة نووية.

وأشارت إلى أن قرار المحتمل يرتبط بمخاطر عدة، إذ من الممكن أن تشن موسكو هجومًا استباقيًا أو تعتبر رد الناتو هجومًا عليها يستوجب الرد. موضحة أنه في حال هاجمت روسيا أوكرانيا بأسلحة نووية، فمن المتوقع أن يرد الناتو لأن تأثير الأسلحة سيصل إلى دول في الحلف.