توجيه ونداء واستجابة.. ماذا قال السيسي عن النزاعات وإعادة ال


04:16 م


الأربعاء 12 يناير 2022

شرم الشيخ- أ ش أ:

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضرورة وقف النزاعات والاقتتال من خلال تحرك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في دول الصراعات للمساعدة في إعادة الإعمار وتخفيف آثار هذه الأزمات على المواطنين.

ووجه الرئيس السيسي، في مداخلة اليوم الأربعاء، خلال جلسة نقاشية بعنوان” المسئولية الدولية في إعادة مناطق ما بعد الصراعات “ضمن فعاليات اليوم الثالث لمنتدى شباب العالم، نداء باسم شباب المنتدى لقادة الدول التي بها صراعات بأن يغيروا المنظور الذي يتعاملون به مع الموقف وضرورة العمل على تخفيف الآثار السلبية ومراعاة البعد الإنساني والنفسي للمواطنين الذين يعانون جراء هذه الصراعات.

وأشار الرئيس إلى أنه تم الحديث قبل ذلك عن الصراعات والنزاعات وإعادة الإعمار والأزمات التي تشهدها البلاد التي توجد فيها هذه الصراعات والنزاعات وتأثيرها على الشباب والشابات حتى على الصغار المتواجدين داخل معسكرات اللاجئين أو في الدول التي تشهد الصراعات في منتدى شباب العالم في عام 2018 .

وشدد الرئيس السيسي، على ضرورة وقف النزاعات والصراعات حتى نعطي الفرصة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات العمل المدني التي ترغب في المساهمة في هذا الأمر للتحرك إلى الأمام.

وقال الرئيس إنه “في الوقت الذي تتوقف فيه النزاعات والصراعات ستكون هناك فرصة لإعادة الإعمار”، موضحا أن هناك فرقا كبيرا بين تخفيف آثار الأزمة على المواطنين سواء من خلال توفير الطعام أو المأوى أو الملبس أو حتى العلاج، وبين القيام بإعادة إعمار دولة كانت في حالة حرب، مشيرا إلى أن الإجراءات التي تُتخذ حاليا هي محاولة لتخفيف آثار الصراع التي تسبق مرحلة انتهاء النزاع لكي نبدأ في إعادة الإعمار.

وأكد الرئيس السيسي أن إعادة الإعمار لا تحتاج إلى أموال فقط، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة الاهتمام بالبعد الإنساني والنفسي والاجتماعي من آثار هذه الأزمة التي استمرت لمدة 10 سنوات أو أكثر من ذلك.

وأضاف أن أول خطوة مهمة من خلال هذا المنتدى هي توجيه النداء للدول التي بها نزاعات وصراعات، قائلا :” باسم المنتدى وباسم الشباب المشارك الذي يحلم بالاستقرار والسلام والأمن والتنمية، نوجه نداء لكل الدول التي بها صراعات والقادة المسئولين، بأن ينظروا بمنظور مختلف يؤدي إلى تسوية هذه الأزمات حتى نخفف ونقلل من حجم الآثار الصعبة التي ترتبت على هذا النزاع “.

وأضاف “في اليمن .. نحن في مصر مستعدين مع كل الأشقاء وكل الدول التي بها نزاعات أن نشارك بإيجابية ، لأن نرى أن السلام والبناء والتعمير ثوابت بالنسبة لنا ، ونحن في مصر لا نتدخل في شئون الدول وندعو دائما إلى عدم تدخل الآخرين في شئوننا حتى نستطيع أن نحل مشكلاتنا بأنفسنا بعيدا عن النزاع أو الاقتتال بشكل أو بآخر” .

وتابع الرئيس السيسي: ” نوجه باسم كل شاب موجود في المنتدى، ونتمنى منهم من خلال وسائل الاتصال الموجودة معهم أن يعطوا رسائل لبلادهم ويعظموا من هذا النداء حتى يصل إلى المسئولين عن هذه النزاعات “.

واستطرد الرئيس قائلا، ردا على سؤال من شاب يمني مشارك في الجلسة يرغب بالتدريب في الأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب في مصر، :”أي شيء يخص بناء القدرات في مصر متاح للجميع .. ونحن دائما في مصر مستعدون للبناء والتنمية والتعمير .. وهذه ثوابت مصرية “.

وأكد الرئيس السيسي، أن البناء والتعمير يعطي الأمل والمعنويات والحلم، مشيرا إلى أن الأكاديمية جاهزة لاستقبال جميع الشباب، “فأهلا وسهلا بهم”.

وقال الرئيس إن “أشقاءنا في دول القارة الإفريقية والدول العربية يرسلون أبناءهم للأكاديمية، وهذا دور نحن مستعدون لعمله بكل تواضع”.

وفيما يخص قطاع غزة، أكد الرئيس السيسي أن القطاع بحاجة إلى أرقام أكثر بكثير من مبلغ الـ500 مليون دولار، وكنا نتمنى في مصر المساهمة بأكثر من ذلك، لكن ما أستطيع قوله للعاملين بالمرحلة الثانية لإعادة إعمار قطاع غزة، التي بدأت في ديسمبر 2020، أن ينهوا المراحل التي وعدنا بها في أسرع وقت ممكن من أجل أشقائنا في القطاع.

وتابع الرئيس قائلا: “كما سيستمر دورنا في مناشدة المانحين بأن يتقدموا وألا يتخلوا عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) لما لها من التزامات دولية خاصة.

وجدد الرئيس السيسي نداءه للدول المانحة، قائلا: “نحن سنتحرك كدولة معهم أيضا لكي تصل هذه الرسالة بشكل أكثر قوة وفاعلية من أجل استئناف الدعم بشكل أكبر لوكالة الأونروا ، كي تقوم بدورها في قطاع غزة، ومن الأفضل ألا تكون هناك مشكلة”.

وقال الرئيس: “منذ حوالي ثلاث سنوات، سألني أحد شاب من إحدى الدول الشقيقة، هل تغيير الأمور في دولته أفضل بالقوة أم بالصبر؟، فأجبته “رأيي أن الصبر أفضل، لأن التغيير بالقوة قد يؤدي إلى خراب، ولن يتم السيطرة عليه، وقد تكون أنت كشاب متصور أنك تستطيع تحقيق المستقبل بهذا التغيير”.

وأضاف “أود أن أقول لكل المتابعين لهذا الأمر إن منطقتنا العربية دفعت ثمنا كبيرا بسبب فرض وتدخل الآخرين في شؤونها، وسأكرر كلامي بأن الدول التي حدثت بها صراعات، كانت في البداية محاولة فقط للتغيير، ولكن لم يدرك أصحاب التغيير، أن ذلك المسار قد يؤدي إلى الخراب الذي نعيشه”.

وأشار الرئيس السيسي إلى أن ذلك كان من الممكن أن يحدث في مصر، وأكرر ذلك حتى يعلم ويتذكر الشعب المصري، أن الله سبحانه وتعالى، تفضل علينا كثيرا بحمايتنا من ذلك المصير، فدولة بها 100 مليون نسمة كانت ستصبح دولة أزمات ولاجئين، وينظر لنا العالم أجمع في ذلك الوضع، ويعطينا المانحون مساعدات”، مطالبا بضرورة الانتباه إلى ذلك .