وقعت الجمعية الطبية الفلسطينية الأمريكية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي/برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني اتفاقية لتقديم الدعم الطارئ لمستشفى الأهلي العربي المعمداني في قطاع غزة. يهدف هذا المشروع الذي يمتد لعامين، بقيمة 3.4 مليون دولار أمريكي، إلى تعزيز قدرة المستشفى على الصمود وتوفير الخدمات الصحية الضرورية.
لقد تسببت الحرب المستمرة في دمار هائل لقطاع الصحة في غزة، حيث دُمّر أكثر من 60٪ من المرافق الصحية أو أصبحت غير صالحة للعمل بحلول أيلول 2024، مع بقاء 17 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى تعمل جزئيًا. كما وأدى الارتفاع في عدد الإصابات والنقص الحاد في معدات الطوارئ والإمدادات الطبية الأساسية إلى إرهاق المستشفيات مثل المستشفى الأهلي، ما يحد بشدة من قدرتها على تقديم الرعاية المنقذة للحياة. كما أن تقييد وصول فرق الطوارئ يعطل توفير الخدمات الحيوية، مثل الولادة وإدارة الأمراض المزمنة وعلاج العدوى، في حين يؤدي تراكم النفايات وتلوث المياه إلى تفاقم المخاطر الصحية على السكان.
استجابةً للتحديات غير المسبوقة التي يواجهها النظام الصحي في غزة، ستسهم هذه الشراكة في تحسين الوصول إلى خدمات الطوارئ وتعزيز قدرة مستشفى الأهلي على تقديم الرعاية الصحية الأساسية. سيتم تنفيذ المشروع بالتعاون الوثيق مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ومجموعة العمل الخاصة بالصحة، بما يتماشى مع الاستراتيجيات الصحية الوطنية والدولية. وسيركز المشروع على إعادة تأهيل وتشغيل وحدة العناية المركزة وغرف العمليات، وتوظيف العاملين الصحيين، وتدريب الكوادر الطبية، ما يساهم في خلق فرص عمل للعاملين الصحيين وضمان استمرارية الخدمات الصحية الأساسية في غزة.
وقال الدكتور مصطفى مصلح، رئيس الجمعية الطبية الفلسطينية الأمريكية : “نشعر بتواضع وشرف كبير لكوننا جزءًا من شريان الحياة الأساسي لمستشفى الأهلي العربي في غزة”. وأضاف: “هذا المشروع، الذي تحقق بفضل الدعم السخي لفلسطينيي الشتات ودعم مؤيدينا حول العالم، يُمكّننا من الوقوف إلى جانب أبرشية القدس وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والتعاون الوثيق مع وزارة الصحة، لتقديم الأمل والعلاج العاجل لغزة في هذا الوقت الحرج. ومع ذلك، فإن هذا المشروع يتجاوز الإغاثة الفورية – فهو وعد للفلسطينيين في غزة بأنهم ليسوا وحدهم، وأننا ملتزمون بصمودهم والعمل معًا على إعادة البناء. إن مهمة الجمعية الطبية الفلسطينية الأمريكية مدفوعة بإيماننا بأن الرعاية الصحية هي حق من حقوق الإنسان، وبتفانينا العميق للخدمة في أوقات الأزمات، وعلى طريق التعافي الصعب. مع كل دعم نقدمه، لا نوفر الإغاثة الطبية فقط، بل نعمل على تدريب الجيل القادم من المتخصصين الفلسطينيين في مجال الرعاية الصحية، ونعمل على استعادة كرامة وأمل مجتمع عانى الكثير.”
وأضاف: “ليكن هذا المشروع بمثابة منارة تلهم العالم، حيث يمكننا، من خلال التعاطف الجماعي والدعم الثابت، أن نمنح غزة الشفاء والقوة اليوم وفي الأيام القادمة”.
وصرحت سارة بول، الممثلة الخاصة للمدير العام لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي/برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني: “تأتي هذه الشراكة الجديدة والاستراتيجية مع الجمعية الطبية الفلسطينية الأمريكية في وقت حساس للغاية، حيث يواجه النظام الصحي في غزة تحديات غير مسبوقة نتيجة الحرب المستمرة. إن هذه الاتفاقية تؤكد التزام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المستمر تجاه الشعب الفلسطيني، بما في ذلك ضمن الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة لدعم الاحتياجات العاجلة للسكان. كما تمثل الاتفاقية جزءًا من دعمنا طويل الأمد لقطاع الصحة في غزة، مع التركيزعلى توظيف العاملين في حالات الطوارئ لضمان استمرارية الخدمات الصحية، والاستعداد لجهود التعافي في أسرع وقت ممكن”.