ثورة الجامعات.. أمريكا تتغير

يزداد التوتر في الجامعات الأمريكية العريقة المعروفة برابطة الآيفي، فيما تستمر الاعتصامات الطلابية الواسعة ضد حرب إسرائيل على غزة، ويقول بعض الطلبة اليهود إن الاحتجاجات تأخذ منحى معادياً للسامية، في حين يرفع الحزب الجمهوري ضغوطه على رؤساء الجامعات للاستقالة بحجة الفشل في التصدي لمعاداة السامية المزعومة.

وما تشهده الجامعات الأمريكية من حراكات واعتصامات واحتجاجات ضد سياسة الرئيس جو بايدن في دعم إسرائيل سياسياً وعسكرياً في حرب الإبادة التي تشنها ضد قطاع غزة، أقل ما يقال عنه إنه ثورة طلابية أمريكية ضد سياسة الولايات المتحدة المتجذرة تاريخياً في دعم الاحتلال الإسرائيلي.

أمريكا تتغير فلم تأتِ هذه التحركات الطلابية فقط نتاجاً طبيعياً في رفض هذه الشريحة المهمة والحيوية داخل المجتمع الأمريكي لحرب الإبادة الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة، بل تأتي في سياق تطور الوعي الأمريكي لشرائح متعددة منها شريحة الشباب بأنه قد حان الوقت لضبط السياسة الأمريكية المتعاقبة على رئاسة البيت الأبيض سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين فيما يتعلق بدعم «إسرائيل».

التغيير في أمريكا يتسع مع ازدياد التوتر في الجامعات الأمريكية العريقة المعروفة برابطة الآيفي، وتشهد أشهر الجامعات الأمريكية توترات متصاعدة بسبب استمرار الاعتصامات والاحتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

جامعة كولومبيا في نيويورك ألغت التدريس الوجاهي داخل الحرم الجامعي، واعتُقل عشرات المتظاهرين في جامعتيْ نيويورك وييل، وأغلقت بوابات ساحة جامعة هارفارد أمام الجمهور. في كولومبيا، الجامعة المرموقة في مدينة نيويورك، تم اعتقال أكثر من 300 متظاهر مؤيد للفلسطينيين كانوا قد خيموا في «الساحة الخضراء» للجامعة الأسبوع الماضي، كما انتشرت مخيمات مماثلة في الجامعات في جميع أنحاء البلاد، فيما تكافح الجامعات في تحديد الخط الفاصل بين السماح بحرية التعبير مع الحفاظ على حرم جامعي آمن وشامل للجميع.

وفي جامعة نيويورك، تضخم المخيم الذي أقامه الطلاب ليصل عدد المحتجين إلى مئات الأشخاص (الإثنين)، في حين قالت الجامعة إنها حذرت الحشد داعية إياهم للمغادرة، ثم استدعت الشرطة بعد أن أصبح المشهد فوضوياً، مبررة فعلتها بأنها علمت بتقارير عن هتافات ترهيبية وحوادث عدة معادية للسامية، بعد الساعة 8:30 مساءً بقليل، بدأ الضباط في تنفيذ الاعتقالات.

الاحتجاجات الطلابية وضعت الطلبة في مواجهة إدارات جامعاتهم من جهة وفي مواجهة بعضهم البعض من جهة أخرى، إذ دعا الطلاب المؤيدون للفلسطينيين جامعاتهم إلى إدانة الحرب الإسرائيلية على غزة، وطالبوها بسحب استثماراتها من الشركات التي تبيع الأسلحة لإسرائيل وفي الوقت نفسه، يقول بعض الطلاب اليهود إن الكثير من الانتقادات الموجهة لإسرائيل قد تحولت إلى معاداة للسامية وجعلتهم يشعرون بعدم الأمان.

وعبرت رابطة الطلبة اليهود عن مخاوفها وقالت في بيان: «اليهود خائفون في جامعة كولومبيا، الأمر بهذه البساطة، لقد كان هناك الكثير من التشهير بالصهيونية، وقد امتد الأمر إلى تشويه سمعة اليهودية».