ماذا تتوقع دولة الاحتلال من الفلسطينيين ومقاومتهم، هل يستمروا بالصمت على الجرائم اليومية من قتل وهدم المنازل والاعتقالات التي ترتكبها في الضفة الغربية؟ برغم من ما تشكله المقاومة في شمال الضفة الغربية من تحدي لدولة الاحتلال وعدوانها الاجرامي المستمر في شمال الضفة خاصة جنين.
تحاول المؤسسة الامنية انقاذ نتنياهو وائتلافه الحاكم الفاشي من الازمة السياسية التي عادت للتصاعد، باجراء عملية عسكرية استعراضية في جينين تحرف الانظار عن ما يجري في دولة الاحتلال.
ما حدث صباح اليوم ويحدث الآن في جنين. فاجأ دولة القتل، بتصدي المقاومة لقوات الجيش الاسرائيلي ومحاصرة المركبات العسكرية وتفجير بعضها، ومحاولات الانقاذ للجنود المصابين باستخدام الطيران المروحي.
المفاجاة للمنظومة السياسية والامنية وللجيش والصحافيين الاسرائيليين حول قدرة المقاومة الرد وتدمير مركبة عسكرية، والتحقيق في معرفة المقاومين مسار انسحاب القوات المعتدية.
في العدوان اليوم لم يتوقع الجيش الاسرائيلي اصابة ستة جنود من وحدة “المستعربين” الذين أصيبوا بجروح بين طفيفة ومتوسطة، إثر تفجير مُدرعة أقلتهم خلال الانسحاب من أحد المواقع في جنين، إثر تعرضهم لكمين نصبه مقاومون فلسطينيون لمدرعة تابعة لقوات الاحتلال في مدينة جنين.
وعبر محللون عسكريون اسرائيليون، عن ما جرى اليوم في جنين بالقول انها تمر أكثر من أي منطقة آخرى في شمال الضفة، بعملية لبننة لخطر المتفجرات، وفي عملية التطوير تذكرنا بجنوب لبنان.
وإذا كانت هناك عملية أكبر في جنين في نهاية المطاف، فستكون هذه إحدى نقاط تركيزها.
كما ان احداث جنين وتفجير دبابة النمر وكثافة اطلاق النار
واستخدام العبوات الكبيرة تقربنا من عملية عسكرية في جنين اكثر قسوة تتضمن تنفيذ عمليات اعتقال واسعة النطاق.
كما طالب وزير المالية والوزير في وزارة أمن الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، بشن عملية عسكرية “واسعة” شمالي الضفة الغربية المحتلة “للقضاء على أوكار الإرهاب واستعادة الردع.
وقال سمورتيتش إن الوقت قد حان لاستبدال الأنشطة العينية بعملية واسعة للقضاء على أوكار الإرهاب في شمال السامرة واستعادة الردع والأمن في المنطقة.
لقد حان الوقت لجلب القوات الجوية وقوات المدرعات لحماية أرواح محاربينا.
عدوان اسرائيلي على حنين واستخدام الطيران المروحي لاول مرة منذ 20 عاما، في المواجهات بين المقاومين وجنود الاحتلال، ومن شدة المقاومة والتصدي لقوات الجيش الذي اصيب بالحرج وادعى ان استخدام الطيران هو لانقاذ الجنود المصابين.
وكذلك التحقيق في تفجير المركبة العسكرية واصابة الجنود، فيما إذا كان عبارة عن كمين أم أنها عبوة زرعت فور عملية الاقتحام وكيف تمكن المسلحون من معرفة طريق الانسحاب أو تقييم ذلك على الأقل.
هذا بالنسبة لهم مفاجأة وهم لا يتذكرون أو يعرفون، هذا صوت جنين ومقاومتها الباسلة تاريخيا، وتذكير ان الجيش الاسرائيلي الذي يشن عدوانا يوميا ضد الفلسطينيين خاصة في جنين، ومن حق الفلسطينيين مقاومة العدوان والقتل اليومي.
لا إمكانية للمعتدي الذي يهاجم بشكل يومي أن يحقق النصر ، ضد شعب ومقاومة لا تمتلك سوى الارادة والامكانات البدائية في مواجهة دولة الاحتلال المدججة باحدث آلة الحرب التي يمتلكها الاحتلال، وهو تهديد يومي ضد الفلسطينيين ومن حقهم ان يدافعوا عن أنفسهم ومقاومة الاحتلال وجرائمه.
العدوان الاسرائيلي لم يتوقف، وما جرى في جنين صباح اليوم الاثنين، هو سياق لطبيعة دولة الاحتلال وحكومتها الفاشية العنصرية، وتنفيذ مخططاتها التي تسابق فيها الزمن من دون رادع، والتصريحات التي تخرج من القيادة الفلسطينية، يجب ان تترجم بشكل حقيقي وجدي لمقاومة الاحتلال وقطع العلاقة معه. وليس مجرد شعارات لمواجهة الغضب الفلسطيني الذي يعتمل في الصدور.