في جريمة جديدة ترتكبها مليشيا الحوثي، توفي 18 طفلاً يمنياً مصاباً بمرض السرطان جراء حقنهم بدواء كيماوي منتهي الصلاحية استوردته قيادات المليشيا في إطار سيطرتها على هيئة الأدوية وإقصاء الشركات المعتمدة منذ ما قبل الانقلاب من التزاماتها في توفير الأدوية للشعب اليمني.
وأوضح مصدر طبي في مركز السرطان بمستشفى الكويت لـ«» أن المليشيا استوردت علاجا كيماويا منتهي الصلاحية يسمى “ميثوتركسيت” وحقنت به أكثر من 40 طفلاً مما تسبب في وفاة 18 طفلاً، فيما لا يزال البقية قيد المراقبة في العناية المركزة بعدد من المستشفيات، مؤكداًَ أن المليشيا تتستر على الإحصاءات والقيادات المتورطة.
وأفاد المصدر أن المليشيا استحدثت معامل لطباعة غلافات العلاجات التي يوضع عليها تاريخ صلاحية جديد، بينما العلاجات منتهية وفاسدة أصلاً وغالبيتها من الأدوية المنهوبة والتي جرى تخزينها بطريقة سيئة ولفترات طويلة ما تسبب في فسادها وانتهاء صلاحيتها، ثم بيعها في الأسواق مع أنها مجانية، واصفاً تسمم الأطفال بأنه واحدة من الجرائم الحوثية في المؤسسات الصحية.
ولفت المصدر إلى أن نحو 22 طفلاً ما زالوا في العناية المشددة منذ حقنهم بالعلاج نهاية سبتمبر الماضي، في حين تهدد المليشيا الأطباء وكل من يحاول تسريب معلومات عن حالتهم الصحية، مشيراً إلى أن المليشيا خلال العامين الماضيين أغلقت نحو 20 شركة أدوية وعشرات المخازن و200 صيدلية، وأجبرت عددا من ملاك تلك الشركات على بيع أصولهم لقيادات المليشيا التي تحتكر سوق الدواء لصالحها.
وكانت المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر قد اتهمت وزير الصحة في حكومة الانقلاب طه المتوكل بالتستر على الجريمة ومنع نشر أي معلومات عنها، مطالبة المنظمات الدولية بالنزول الميداني إلى المستشفى وإجراء تحقيق في الموضوع، خصوصاً أن بعض الأطفال في العناية المركزة بحالة خطيرة للغاية، مشددةً على ضرورة الكشف عن المتورطين في قتل الأطفال ومحاكمتهم.