أظهرت التجارب أن حقن المتطوعين بجزيئات «سي.جي.أر.بي» يؤدي إلى نوبات صداع نصفي، كما أن جزيئات أخرى مثل «بي.إيه.سي.يه.بي» وأكسيد النيتروجين تسهم في ظهور أعراض مشابهة. تعمل الفرق البحثية على تطوير أدوية مثبطة لجزيئات «سي.جي.أر.بي» كوسيلة لعلاج الصداع النصفي، إلا أن تنوع أشكال الصداع النصفي يجعل هذه المهمة أكثر تعقيدًا.
كان يُعتقد في البداية أن الصداع النصفي ناتج عن تمدد الأوعية الدموية حول المخ، ولكن الدراسات أظهرت أن آلام الصداع تنبع في الواقع من السحايا، وهي الأنسجة المحيطة بالمخ. تشير الأبحاث إلى أن الأعراض مثل الحساسية للضوء ترتبط بأنشطة المخ، مما يدفع العلماء للبحث عن مسببات الألم داخل أنسجة المخ.
يستخدم الأطباء مجموعة متنوعة من الأدوية لعلاج الصداع النصفي، منها مسكنات مثل الأسبرين والإيبوبروفين وأدوية التريبتان التي تضيق الأوعية الدموية. بعض الأدوية تهدف إلى الوقاية من الصداع، لكنها تحتاج لعدة أشهر لتظهر فعاليتها.
تتطلب معالجة الصداع النصفي نهجًا شاملًا، حيث يسعى الباحثون إلى فهم دور الجزيئات المختلفة في استثارة النوبات. هذا الفهم قد يؤدي إلى تطوير أدوية جديدة وفعالة، كما أن البحث عن جزيئات بديلة قد يفتح آفاقًا جديدة في العلاج. بالنظر إلى الآثار الجانبية للأدوية الحالية، فإن الابتكار في هذا المجال يعد أمرًا حيويًا لتحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون من هذه الحالة المعقدة.