تعمل جمعية إسرائيلية داعمة للتطرف والإرهاب اليهودي، على جمع أموال تبرعات معفاة من الضرائب في الولايات المتحدة الأميركية، لصالح متطرفين يهود أدينوا إثر ارتكابهم جرائم إرهابية وجرائم كراهية وعنصرية بحق الفلسطينيين ومواطنين إسرائيليين.
وكشف تحقيق مشترك أجرته وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية، بالتعاون مع مركز “شومريم” الإسرائيلي الذي يُعنى بقضايا الإعلام والديمقراطية، ونشر اليوم، الثلاثاء، أن الجمعية الإسرائيلية “شالوم أسيرخا”، أطلقت حملة التبرعات المدعومة من الحكومة الأميركية بشكل غير مباشر، قبل نحو عامين على أقل تقدير تحت عنوان “كلنا مع أسرى صهيون”.
ومن بين المتطرفين الذين تحظون بالدعم المالي من الجمعية المذكورة، قاتل عائلة دوابشة الفلسطينية، وقاتل رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، يتسحاق رابين، وغيرهم من اليهود القتلة والمدانين بجرائم على خلفية قومية؛ علما بأن وفقا للقانون الأميركي، يحق للمانحين اقتطاع جزء من “تبرعاتهم” لهذه الجمعية من مدفوعات ضريبة الدخل، ما يعني أن الحكومة الأميركية تدعم هذه التبرعات بطريقة غير مباشرة.
وكشف التحقيق أن الشخص الضالع في تسجيل هذه الجمعية، هو المحامي حنمائيل دورفمان، الذي يوصف بأنه “الساعد الأيمن” لوزير الأمن القومي في حكومة نتنياهو، ورئيس حزب “عوتسما يهوديت”، إيتمار بن غفير، علما بأن دورفمان هو الذي قاد المفاوضات الائتلافية مع الليكود، نيابة عن “عوتسما يهوديت”، تمهيدا لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية.
كما أفاد التحقيق بأن الجمعية تدار من قبل مجموعة من المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة. وأكدت أن خمسة من بين سبعة أشخاص قام بتأسيس الجمعية، خضعوا لتحقيقات لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية بشأن جرائم تتعلق بأنشطتهم العدائية ضد الفلسطينيين، فيما تم القبض على بعضهم وتوجيه بحقهم لوائح اتهام .
وتعمل الجمعية المذكورة على جمع أموال تبرعات لصالح سجناء يهود أدينوا “ببعض أخطر الجرائم العنصرية في العقود الأخيرة ضد اليهود والفلسطينيين”، بحسب ما جاء في التحقيق، الذي أفاد بأن من بين المستفيدين من أموال التبرعات الأميركية الذي تجمعها المنظمة قاتل عائلة دوابشة (عميرام بن أوليئيل) وقاتل رابين (يغآل عمير) وقاتل الطفل محمد أبو خضير، وقاتل الإسرائيلية، شيرا بانكي (خلال مشاركتها في مسيرة الفخر للمثليين عام 2015)، وغيرهم من المشتبهين بتنفيذ جرائم إعدام ميدانية بحق فلسطينيين.
وبحسب التحقيق، فإن الجمعية أكدت في أكثر من تصريح أن أموال التبرعات التي تجمعها مخصصة إلى القتلة أنفسهم وعائلاتهم، وكانت الجمعية قد نشرت منشورا على “فيسبوك” عام 2019 قالت فيه إنها قدمت لـ”أسرى صهيون” وذويهم تبرعات بمناسبة عيد “الفصح” اليهودي، وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، نشرت الجمعية على حسابها على تويتر صورة نبيذ ووجبات خفيفة متنوعة وكتبت: “وزعنا رسالى جعن وبعض الأشياء الطيبة على أسر أسرى صهيون، وإلى الأعزاء الذين يقبعون رهن الإقامة الجبرية (الحبس المنزلي) نتمنى أن يُطلق سراحهم جميعًا هذا العام وأن يتم تخليصنا بالكامل قريبًا”.
ولفتت “أسوشييتد برس” أن السجلات التي تمت متابعتها خلال التحقيق تشير إلى أن اليمين المتطرف في إسرائيل يحظى بـ”موطئ قدم جديد في الولايات المتحدة”، فيما أفادت بأنه “لا يُعرف مبلغ الأموال التي يتم جمعها من خلال منظمة غير ربحية في الولايات المتحدة”، في حين أشارت إلى أنها تمكنت من تتبع “مسار الأموال من نيو جيرسي إلى متطرفين إسرائيليين مسجونين بينهم قاتل رابين وأشخاص أدينوا في هجمات مميتة على الفلسطينيين”.
وأفادت بأن تنظيم جمع التبرعات في الخارج، سهّلت على الجمعية الإسرائيلية “شالوم أسيرخا”، عملية جمع الأموال من الأميركيين، الذين يمكنهم تقديم تبرعاتهم من خلال المنظمة غير الربحية الأميركية المسجلة، باستخدام بطاقة ائتمان والمطالبة بخصم ضريبي.
ووفقا للتحقيق، فإن أحد مؤسسي الجمعية والشخص الذي سجل الجمعية تحت عنوانه الشخصي، هو الناشط المتطرف موشيه أورباخ، من سكان يتسهار، الذي أدين في عام 2016 وحكم عليه بالسجن لمدة عامين بعد إدانته بأعمال فتنة وتحريض على العنف وتوزيع منشورات عنصرية، بعد تأليف وثيقة بعنوان “ممالك الحقد”، تدعو إلى أعمال عنف إرهابية ضد العرب.
واعتُقل مؤسس آخر للجمعية، أور شارغا، في عام 2021، للاشتباه في قيامه بمهاجمة وإصابة فلسطينيين باستخدام السلاح. ومؤسس ثالث للجمعية يدعى رعي شيندلر، وصف من قبل ممثلي مكتب المدعي العام على أنه “ناشط يميني متطرف… معروف بأنه شريك لناشطين متطرفين يشتبه في قيامهم بأعمال عنف غير قانونية على خلفية عرقية، بما في ذلك الحرق العمد وتخريب المركبات”.
وأوضح التحقيق أن الجمعية تعمل على جميع التبرعات في الولايات المتحدة بواسطة منظمة غير ربحية مسجلة في نيو جيرسي تحت اسم “وورد أوف تسداكا” (عالم الصدقة – World of Tzedaka)؛ ووفقا للتحقيق فإن حجم التبرعات التي جمعتها هذه الهيئة (وورد أوف تسداكا) بلغ في عام 2020 حوالي 6.3 مليون دولار.
وأوضح التقرير أن هذه الهيئة تدعو كيانات مختلفة من إسرائيل لجمع الأموال من خلالها في الولايات المتحدة، وتتقاضى عمولة تبلغ حوالي ثلاثة بالمائة من جمع الأموال. ويشير موقع “وورد أوف تسداكا” الإلكتروني، أنها منظمة معترف بها لأغراض ضريبية في الولايات المتحدة ويمكن لأولئك الذين يتبرعون من خلالها، الإعلان عن مساهمتهم وخصم جزء من التزاماتهم الضريبية.