وعليه، يبدو أن ميقاتي غير «المنزعج»، اعتاد على الجمود الحاصل، متفيئا بالمظلة الفرنسية، وبالموقف الأمريكي الرافض لانفراط الحكومة، رغم ما قد تشهده المنطقة في قادم الأيام من التسخين، ورغم أنه سيصعب تحييد لبنان الذي وضعت ورقته على طاولة المفاوضات.
فتقاطع المواقف الفرنسية والأمريكية بأن لا تطير الانتخابات ويفرط الاستقرار وتدب الفوضى ويتزعزع الجيش، يريح ميقاتي وكذلك «حزب الله» الذي وجد في الموقفين الغربيين رغم رفض الموقف الأمريكي له مكسبا في وضع شروطه وإدارة الحكومة والبلد وفقا لشروطه.
ومن ثم، فإن المواقف الدولية رسمت مسار ومصير الحكومة للمرحلة القادمة، والتي ستُبقي الحكومة على قيد الحياة، دون الاهتمام إن عملت أو لم تعمل، إن فشلت أو لم تفشل، حتى تغير واشنطن موقفها من الاستحقاق الانتخابي الذي يرتقبه الجميع، فحينها فقط قد يرفع الغطاء الدولي عن ميقاتي فتطير حكومته.
وفي هذا السياق، اعتبر مصدر مطلع في بيروت لـ«»، أن جرعة المواقف الدولية الداعمة حاليا لبقاء حكومة ميقاتي على قيد الحياة، جعلت من رئيس الحكومة شخصا غير متوتر من تأزم العلاقات مع السعودية والخليج رغم حساسية وخطورة الوضع، ورغم تيقّن ميقاتي أن الوفود العربية بدءا من الموفد الخاص للجامعة العربية، مرورا بالزيارة القطرية المرتقبة في الساعات القادمة لن تحمل مبادرات، إنما هي لمعرفة على أي ضفة يقف لبنان، والدليل أنه لم يكن في مواقف موفد الجامعة التي أطلقها من منابر المسؤولين اللبنانيين أي إصرار على حل الأزمة.
خلاصة القول، إن حكومة ميقاتي العاجزة صامدة، رغم الملفات المتفجرة التي تحيط بها، والأزمة مع السعودية والخليج مستمرة رغم خطورتها وارتداداتها على لبنان.