واختار جناح المملكة هذا الأسبوع تسليط الضوء على المعلقات الشعرية العربية العشر، وآثر ترجمتها وتقديمها إلى زواره بلغات العالم، بغية تعريفهم بأهمية وعمق التراث الأدبي والثقافي العربي، مستندًا في ذلك على المكانة العالية التي تستحوذ عليها هذه المعلقات في الفكر والأدب العربي، وما تحمله أيضًا من جماليات وتعابير لغوية، تكشف عن مدى ثراء اللغة العربية.
وفي هذا الإطار، عرض جناح المملكة على شاشته الرقمية الضخمة، مجموعة أفلام قصيرة، استعرضت من خلال مشاهدها خمس معلقات، لكل من الشاعر (امرؤ القيس الملقب بـ «الملك الضليل»، والشاعر عنترة بن شداد المعروف بلقب «الفارس العاشق»، والشاعر الأعشى ميمون القيسي، صاحب لقب «صنَّاجة العرب»، وكذلك الشاعر زهير بن أبي سلمى المعروف باسم «شاعر الحكمة» والشاعر طرفة بن العبد الملقب بـ«الغلام القتيل»).
وعُرِفَ هؤلاء الشعراء بريادتهم في الشعر العربي، حيث استعرضت هذه الأفلام مجموعة من الأبيات الشعرية التي تعد الأبرز في كل معلقة، وقدمتها بمجموعة لغات، هي: الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والصينية، بالإضافة إلى اللغة العربية التي خُطَّت بها هذه المعلقات، ومنها اكتسبت أهميتها الأدبية، ومكانتها العالية بين العرب.
واستلهم برنامج جناح الذي حمل عنوان «المعلقات بلغات العالم»، من كتاب «المعلقات لجيل الألفية» الذي أصدره مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) العام الماضي، حيث يتكون الكتاب الصادر بالعربية والإنجليزية من 500 صفحة، وجاء كنتاج للمشروع الثقافي المشترك مع مجلة القافلة الصادرة عن شركة «أرامكو» السعودية.
وجرى اختيار هذه المعلقات وترجمتها إلى لغات مختلفة، بهدف تعريف زوار الجناح والمعرض الدولي بالرسائل الإنسانية التي تحملها القصائد الشعرية التي تتضمنها هذه المعلقات، وما تمثله من قيم إنسانية وجمالية وفلسفية، بالإضافة إلى ما تحمله من روائع لغوية، يمكن من خلالها استكشاف ثقافة الجزيرة العربية وتاريخها، وحياة الإنسان فيها منذ آلاف السنين، كما سعى جناح المملكة عبر تركيزه على مجموعة من أبرز شعراء الجاهلية، إلى إبراز الملامح الفنية والإنسانية العربية، ومحاولة ربطها مع العالم، بوصف هذه المعلقات جزءًا من الإرث الأدبي العربي والأدب العالمي.
وجاء اختيار جناح المملكة للمعلقات لما تمثله من قيمة أدبية عالية، فضلًا عن كونها عينًا على عراقة الأدب العربي، حيث تعد المعلقات العشر، من أروع ما قيل في الشعر العربي القديم، وهو ما زاد من اهتمام الأدباء وعلماء اللغة وعشاقها بها،إذْ أفردوا لها مساحة واسعة من الشروحات؛ لتبيان ما تحمله هذه المعلقات من ثراء لغوي وحضور راسخ في الذاكرة العربية.