قال الجنرال احتياط في الجيش الإسرائيلي إسحق بريك، الأربعاء، إن أي هجوم استباقي على “حزب الله” وإيران سيؤدي على الفور إلى حرب إقليمية، لا يمكن لتل أبيب خوضها دون الاعتماد على الولايات المتحدة.
جاء ذلك في مقال نشره، مساء الأربعاء، اللواء المتقاعد إسحاق بريك، على الموقع الإلكتروني لقناة “12” العبرية تحت عنوان “إسرائيل تندفع إلى حرب إقليمية تعتمد فيها بشكل كامل على الولايات المتحدة”.
وتتزايد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة بالمنطقة بعد اغتيال إسرائيل للقيادي العسكري البارز بـ”حزب الله” فؤاد شكر، عبر غارة جوية على بيروت، في 30 يوليو/ تموز الماضي، واغتيال رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” إسماعيل هنية بطهران، في 31 من ذات الشهر، بهجوم نُسب لتل أبيب رغم عدم تبنيها له.
وتعهدت إيران و”حزب الله”، برد “قوي وفعال” على اغتيال شكر وهنية، بينما تتواصل الاتصالات والتحركات الإقليمية للتهدئة ومنع تفاقم الوضع بالمنطقة.
واستهل بريك، مقاله بالقول: “في الأيام القليلة الماضية، سمعنا من أشخاص لم يستوعبوا بعد الوضع المقلق للجيش الإسرائيلي، أنه يجب مهاجمة إيران ومنظمة حزب الله بشكل استباقي، قبل أن يردوا ويهاجمونا”.
ومضى بقوله: “لسوء الحظ، هؤلاء الأشخاص لا يأخذون في الاعتبار أن أي هجوم استباقي على حزب الله وإيران سيؤدي على الفور إلى حرب إقليمية”.
وقال بريك، إنه حال شنت إسرائيل حربا استباقية، فسوف تتعرض مراكزها السكانية، ومحطات الطاقة ومنصات الغاز والنقل والبنى التحتية الصناعية وقواعد الجيش الإسرائيلي إلى هجمات يومية بآلاف الصواريخ والطائرات المسيرة.
وشدد على أنه “ليس لدى الجيش الإسرائيلي قدرة على الاستجابة لحرب إقليمية، لا في الدفاع عن هذه البنى التحتية الوطنية وغيرها، ولا في القدرة على هزيمة إيران وحزب الله ووكلائهما”.
وتابع: “سيجيبني البعض أنه في أي وضع بعد رد إيران وحزب الله (على اغتيال هنية وشكر)، قد تتطور حرب إقليمية على أي حال، وهجومنا الاستباقي سيمنحنا نوعاً من التقدم وميزة مهمة في الحرب الإقليمية”.
وقال: “لهؤلاء أقول إن ضربة استباقية ستقودنا بالتأكيد إلى حرب إقليمية، أما ردود إيران وحزب الله، إذا كانت بسيطة، فلن تجرنا بالضرورة إلى حرب إقليمية”.
ومضى قائلا: “على أية حال، فإن الجيش الإسرائيلي وحده لا يملك إجابة رابحة لحرب إقليمية حتى لو اندلعت بعد أن نطلق هجوما وقائيا، وبالتالي يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى مساعدة الولايات المتحدة”.
وشدد على أنه “بما أن اعتماد إسرائيل على الولايات المتحدة هو اعتماد مطلق، فإن صمود إسرائيل في حرب إقليمية يعتمد بشكل مطلق على الولايات المتحدة”.
وخلص بريك، إلى أنه “ليس لدى إسرائيل القدرة على الصمود في الحرب وحدها والانتصار في مواجهة استنزاف الجيش الإسرائيلي”.
وقال إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من توجيه ضربة استباقية، وقال له إنه إذا فعل ذلك دون موافقة الولايات المتحدة، فلن يقف إلى جانب إسرائيل في حرب إقليمية، من شأنها أن تندلع في أعقاب الضربة الاستباقية التي قد يشنها الجيش الإسرائيلي.
وقال إن “نتنياهو لم يأخذ في الاعتبار بشكل كامل التداعيات الصعبة التي ستتبع قراراته، وآخرها اغتيال القياديين الكبيرين في حماس (إسماعيل هنية) وفي حزب الله (فؤاد شكر) في وقت غير مناسب”.
ووفق بريك: “لم تكن الاغتيالات عديمة الفائدة في ذلك الوقت فحسب، بل أشعلت نارا كبيرة في الشرق الأوسط”.
ومضى: ” بالإضافة إلى ذلك، حسب فهمي، أوعز بايدن لنتنياهو أنه إذا كانت هناك ردود فعل بسيطة من حزب الله وإيران، ولا تلحق الضرر بمواطني إسرائيل، فيجب على إسرائيل عدم الرد عليها لتجنب التصعيد. وحتى لو قررت إسرائيل الرد، فعليها أن ترد برد متوازن لا يؤدي إلى مزيد من التصعيد”.
وأردف: “في تقديري، قال بايدن لنتنياهو أيضا إنه فقط إذا تجاوزت ردود حزب الله وإيران الخطوط الحمراء وتعرض مواطنو إسرائيل لأضرار بالغة، عندها فقط ستشن الولايات المتحدة هجومًا شديدًا مع إسرائيل ضد أهداف عسكرية واقتصادية لإيران وحزب الله، حتى لو أدى ذلك إلى حرب إقليمية شاملة”.
وشدد بريك، على أن “إسرائيل في وضعها الحالي، تعتمد بشكل كامل على الولايات المتحدة من أجل بقائها”.
وختم مقاله بالقول: “من الآن فصاعدا، إذا لم يطع نتنياهو الرئيس بايدن، فسوف نترك وحدنا في الحرب على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي ليس لديه القدرة على الفوز بها بشكل كامل”.
وتأتي التوترات المتصاعدة بالمنطقة على خلفية حرب تشنها إسرائيل على غزة بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتي خلفت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.