جنرال إسرائيلي يدعو لدمج لبنان في اتفاقات التطبيع

مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، لا يخفي الاحتلال مساعيه لتحويل ما حققه في ساحة المعركة إلى أهداف سياسية، تمهيدا لما يزعم أنه إيجاد ترتيب جديد للشرق الأوسط بشكل مختلف عن السائد حاليا، وهو بذلك يسعى لتجنيد الولايات المتحدة للهدف الأسمى الذي يتطلع إليه بدمج لبنان في اتفاقات التطبيع التي وقعها في السنوات الأخيرة مع عدد من الدول العربية.

وقال النائب السابق لرئيس الساحة الفلسطينية في شعبة التخطيط بجيش الاحتلال، الجنرال عاميت ياغور؛ إن “الجولات المكوكية لكبار المسؤولين الأمريكيين إلى لبنان، لاسيما عاموس هوكشتاين، تركز على مصطلح التسوية من خلال تطبيق القرار الأممي 1701، مع ضرورة التوصل إلى حلّ دبلوماسي للصراع بين الاحتلال وحزب الله”.

وأوضح ياغور في مقال نشرته صحيفة “معاريف”، وترجمته “عربي21” أن ذلك يأتي “تمهيدا لعودة المواطنين على جانبي الخط الأزرق إلى منازلهم، وتعزيز حضور قوات اليونيفيل، رغم أن هذه الجهود لا تشير إلى تطلع أمريكي لاستغلال الفرصة الاستراتيجية التي أتيحت لمرة واحدة تقريبا، لترتيب الشرق الأوسط أخيراً بشكل مختلف، بما يتفق مع مصالحها المشتركة مع الاحتلال”. 

وأضاف أن “إسرائيل تحملت الجزء الصعب والمكلف من الجهد العسكري في لبنان، وتركت للولايات المتحدة أن تقود الجزء الذي تفضله وهو الجهد السياسي الدبلوماسي، لكن ذلك يجب أن يتعدّى الحديث عن جنوب لبنان فقط، لأن ما حصل في الأسابيع الأخيرة وتمثل في اغتيال حسن نصر الله، والأضرار الجسيمة التي لحقت بحزبه، كفيل بتغيير نسيج القوى الطائفية والسياسية والعسكرية برمّته في لبنان”.

وأشار إلى أن “هذا أمر استراتيجي تماما يتطلب ممن يركزون على التكتيكات، ألّا يخجلوا من تحديد الهدف الاستراتيجي المحتمل تنفيذه خلال سنة أو سنتين ويتمثل بضمّ لبنان إلى اتفاقيات التطبيع”.

وذكر أن “الطريق لتحقيق هذا الهدف سيكون طويلا، لكننا نعلم أن سوريا ولبنان وجهان لعملة واحدة، وطالما أن إيران وحرسها الثوري لم يعد لهما وجود في أراضي البلدين، فإن الاقتصاد عنصر أساسي في أي نظام جديد، والإمكانات الهائلة التي تحوزها دول الخليج ممن وقّعوا على اتفاقيات التطبيع، ومعها السعودية، فإن ذلك كفيل بإخراج إيران من المشهدين اللبناني والسوري، وتحقيق التطبيع مع لبنان، فيما تواجه إيران معضلة استراتيجية بسبب ذلك”.

وأضاف: “ما زلنا في بداية الجهد السياسي نحو اليوم التالي في لبنان، ولعلي قلق بشأن ذلك، لأن موافقتنا على استمرار وجود اليونيفيل في جنوب لبنان يعني استسلاما، إلا إن كان مع إضافة قوات أخرى معها، ما يجعلني مرتابا تجاه التفكير الأمريكي في مآلات الحرب على لبنان، وهذا أمر مقلق بالفعل وخطير ومن المتوقع أن يؤدي إلى تآكل شديد في إنجازاتها، وخلق الحرب القادمة عمليًا في غضون سنوات قليلة”.

ودعا الكاتب إلى أن “تُظهر إسرائيل جرأة عملياتية ومبادرة تؤدي إلى جرّ الولايات المتحدة باتجاه أهدافها، حتى لو تسبب ذلك في القليل من الغضب في أروقة الإدارة الأمريكية، ما يستدعي “تسخير” النظام الأمني الأمريكي للرؤى الإسرائيلية في ما يتعلق بالترتيب الجديد في لبنان، في ضوء الإمكانات الهائلة للولايات المتحدة، لاسيما أن المؤسسة الأمنية هناك لا تتغير بتغير الإدارات نتيجة الانتخابات”.

واعتبر أن ذلك “سيُسخّر الإدارة المقبلة للرؤى الإسرائيلية، مع العلم أن قائد القيادة المركزية الأمريكية وهيئة الأركان المشتركة يتفق مع وجهة النظر الإسرائيلية الشاملة، خاصة بعد أن أصبحت إسرائيل تتمتع بنفوذ عسكري كبير”.

وختم بالقول إن “استمرار المناورة البرية في جنوب لبنان أمر مطلوب، حتى الانسحاب الفوري للقوات الإيرانية من لبنان، وهي حملة دبلوماسية يقوم بها رئيس الوزراء أو من ينوب عنه في جميع العواصم المُطبّعة والسعودية في محاولة لتسخيرهم للنظام اللبناني الجديد، وهي أداة في تحديد ترتيبات “اليوم التالي” في لبنان، في ضوء الأضرار التي لحقت بمستوطني الشمال، وإلا فإن بدء الجهود السياسية لإنهاء الحرب في لبنان، دون وضع تلك الترتيبات المستقبلية، يمنح مشروعية للخشية الإسرائيلية من التهام منجزات تلك الحرب، وتعريض الأجيال الإسرائيلية القادمة للخطر”.