جنرال اسرائيلي: مصلحةً تل أبيب العليا بألّا تندلِع حربًا حاليا والقبة الحديدة بدائية واعجزة..

جدول المحتويات

جنرال اسرائيلي: مصلحةً تل أبيب العليا بألّا تندلِع حربًا حاليا والقبة الحديدة بدائية واعجزة..

2022 Oct,18

رأى الجنرال الإسرائيليّ المُتقاعِد د. يوسي لانغوتسيكي، الحائز مرّتيْن على جائزة (أمن الكيان)، رأى أنّ منظومة (القبّة الحديديّة)، التي تفتخر وتتباهى بها إسرائيل، هي منظومة بدائيّة وغيرُ قادرةٍ على التعامل مع السيناريو المُتوقّع والذي بحسبه ستتعرَّض دولة الاحتلال لتهديدٍ إستراتيجيٍّ خطيرٍ يشمل 200 ألف (تهديدٍ طائرٍ)، بينها إمطار العمق الإسرائيليّ بألفيْ صاروخٍ في اليوم، وهذا الصواريخ كمًا ونوعًا، من شأنها أنْ تُصيب في مقتلٍ الجبهة الداخليّة في الكيان، المنشآت الإستراتيجيّة وقوّات جيش الاحتلال، على حدّ تعبيره.

وأوضح الجنرال أنّ (التهديدات الطائرة) تشمل: صواريخ، مقذوفات، قذائف، من بينها أكثر من ألف صاروخٍ من (الدرجة الأولى)، أيْ صواريخ سريعة، نصل إلى 1300 متر في الثانية، والتي تتميّز بقدرةٍ ودقّةٍ، أيْ إصابة أيّ هدفٍ، واحتمال الخطأ هو خمسة أمتارٍ فقط، كما أنّها تحمل رؤوسًا متفجرّةً وتدميريّةً، تصِل زنة الواحدة منها إلى نصف طنٍّ من المواد المُتفجرّة، لافتًا إلى أنّ الأعداء في هذه الحالة هم حماس في قطاع غزّة، حزب الله في لبنان، وإيران في حال اندلاع حربٍ شاملةٍ، كما أكّد في مقالٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبريّة.

 

علاوة على ذلك، شدّدّ الجنرال الإسرائيليّ على أنّ منظومة (القبّة الحديديّة)، التي تعتبر إنجازًا تكنولوجيًا، لا تعدو كونها إجابةً جزئيّةً ومحدودةً على التهديد أعلاه، وهو التهديد الذي في حال تحققه سيُنزِل بإسرائيل ضربةً إستراتيجيّةً خطيرةٍ وشديدةً، بحسب أقواله.

  ad

وساق الجنرال قائلاً إنّ (القبّة الحديديّة) تتميّز بعددٍ من المحدوديات، منها على سبيل الذكر لا الحصر: عمليات إسقاط الصواريخ تتّم من مسافةٍ قصيرةٍ وفي حالاتٍ عديدةٍ فإنّ إسقاط الصاروخ العدوّ يتّم فوق الهدف الذي كان مُوجهًا إليه، كما أنّ للمنظومة قدرة معينّة على اعتراض الصواريخ التي تُطلَق من مسافاتٍ قصيرةٍ، ولكنّها في الوقت عينه، أوضح الجنرال الإسرائيليّ، أوهن وأضعف من اعتراض وإسقاط الصواريخ الباليستيّة، التي تُطلَق من مسافاتٍ مُتوسّطةٍ وبعيدةٍ، كما أنّها عاجزة عن مواجهة صواريخ الأعداء الدقيقة، كما قال.

وأشار الجنرال إلى نقصٍ آخرٍ في منظومة (القبّة الحديديّة) وهو التكلفة، إذْ يصِل ثمن إطلاق الصاروخ الواحد إلى مائة ألف دولارٍ، وأحيانًا يضطر الجيش الإسرائيليّ لإطلاق صاروخيْن بهدف اعتراض صاروخ العدوّ، والنتيجة، أضاف الجنرال، وهو أنّ إعداد كميةٍ كبيرةٍ من الصواريخ لمنظومة (القبّة الحديديّة) لمُواجهة الصواريخ المُهدّدة ستُكلِّف خزينة إسرائيل مليارات الدولارات، لذا فإنّ الجيش قادرٌ على تزويد المنظومة بصواريخ لفترةٍ محدودةٍ جدًا فقط. كما أنّ إنتاج صواريخ جديدة يتطلّب وقتًا طويلاً، وخلال هذا الوقت ستكون إسرائيل دون حمايةٍ من صواريخ الأعداء، كما أكّد في مقاله.

 

الجنرال د. لانغوتسكي أضاف أنّه بكلماتٍ أخرى، منظومة (القبّة الحديديّة) قادرة على المُساهمة في اعتراض الصواريخ التي تُطلقها المُقاومة الفلسطينيّة من قطاع غزّة، ولكنّها عاجزة تقريبًا عن مُواجهة صواريخ حزب الله اللبنانيّ وإيران، وهي الصواريخ المُتطورّة، الذكيّة والدقيقة جدًا، على حدّ قوله.

الجنرال الإسرائيليّ اختتم بالقول إنّ لإسرائيل توجد مصلحةً عليا في ألّا تندلِع الآن حربًا، لأنّها تعيش في أزمةٍ خطيرةٍ ووضعها سيء جدًا، وفق أقواله، علمًا أنّ المُحلِّل روغل ألفر في صحيفة (هآرتس) العبريّة أكّد في مقالٍ نشره اليوم الثلاثاء أنّ إسرائيل الرسميّة أخرست الجنرال لانغوتسكي حتى لا يُفزِع ويُخيف الجمهور الإسرائيليّ، الذي هو بالأساس يعيش حالةً من الإنكار بأنّ وضع إسرائيل خطير جدًا، كما قال.

المُحلل ألفر انتقد وبشدّةٍ تصريحات الجنرال غرشون هكوهين الذي هدّدّ يوم أوّل من أمس الأحد بتدمير لبنان، وأكّد أنّ هذا التصريح ما هو إلّا تعبير عن الاستعلاء الذي ميّز إسرائيل في حرب أكتوبر 1973، وهذا الاستعلاء أضاف يتجاهل الضعف الإسرائيليّ قُبالة (حزب الله)، ويتجاهل أيضًا الكارثة الإنسانيّة والاقتصاديّة التي ستسقط على دولة الاحتلال إذا خاضت إسرائيل في هذه الفترة بالذات حربًا ضدّ (حزب الله)، على حدّ تعبيره.