سيّرت قوات الأمن في جنوب السودان، دوريات في العاصمة جوبا، حيث أغلقت متاجر كثيرة أبوابها، فيما حذّرت السلطات من حملة أمنية مشددة، ستستهدف أي شخص يقرر المشاركة في تظاهرة مرتقبة ضد الحكومة. ويعاني أحدث بلد في العالم، من انعدام مزمن للاستقرار، منذ استقلاله في 2011، بينما دفع الاستياء الشعبي المتزايد ائتلاف مجموعات من المجتمع المدني، إلى دعوة قادة البلاد إلى الاستقالة، مؤكدا «طفح الكيل».
كان من المقرر أن تنظّم التظاهرات، تزامنا مع افتتاح الرئيس سلفا كير أعمال البرلمان الوطني الجديد، وهو شرط أساسي في اتفاق 2018 للسلام، الذي وضع حدا للحرب الأهلية الطاحنة، التي شهدها جنوب السودان وأسفرت عن مقتل نحو 400 ألف شخص. وتبنت الحكومة نهجا متشددا، حيال «الائتلاف الشعبي للعمل المدني»، ودعواته إلى انتفاضة شعبية سلمية، وأوقفت ثمانية ناشطين على الأقل، وثلاثة صحافيين هذا الشهر على خلفية التظاهرات، وفق مجموعات حقوقية. ورغم أن منظمّي الاحتجاجات حضّوا السكان على الخروج بأعداد كبيرة، لم ترد أي تقارير عن تظاهرات في جوبا، حيث قال سكان لفرانس برس، إنهم يخشون مغادرة منازلهم.