قبل أيام وتحضيراً لزيارة الرئيس الأمريكي لدولة الكيان بدأت حكومة العدو بالتمهيد لهذه الزيارة على الطريقة الصهيونية إياها. والتي تتلخص بالابتزاز المكشوف لكل ما حولها، مستغلة الظروف الصعبة التي ولدتها الحرب الأوكرانية لاسيما في مجال الطاقة والغذاء على المستوى العالمي، وبشكل خاص امدادات الغاز الروسي والنفط إلى دول أوروبا الغربية والعالم، إضافة إلى سعي الولايات المتحدة لعدم نشوء بؤر توتر جديدة تسرق الأضواء عن الحرب في أوكرانيا.
وبدأت دولة الكيان مسلسل الابتزاز هذا بتوجيه التهديدات إلى لبنان والمقاومة وقرع طبول الحرب على تلك الجبهة ثم انتقلت في خطوة تصعيدية لقصف مطار دمشق الدولي، وتوجت هذا كله بحملة مسعورة على شعبنا الفلسطيني في الضفة والقدس وغزة، ووصلت في صلفها ووحشيتها إلى درجة قتل الفلسطينيين، بشكل متعمد ودون أي مبررات. وترافق ذلك مع تصريحات عنصرية من وزراء ونواب صهاينة تدعو للخلاص من كل الفلسطينيين.
في الضفة وغزة، وتصاعدت دعوات إقامة الوطن البديل إلى آخره من الإجراءات التصعيدية عبر عملية قتل واغتيال في وضح النهار لثلاثة مواطنين فلسطينيين في مدينة جنين تحت أنظار العالم كله، وكأنها تهدد المنطقة كلها إذا لم يمتثلوا لمطالبها تحديداً في الموضوع الفلسطيني بعد أن فشلت في كسر مقاومة الشعب الفلسطيني رغماً عن كل سياسات البطش والاغتيالات والاعتقالات ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات على الأرض الفلسطينية وباتت الأراضي الفلسطينية والشعب الفلسطيني مكسر عصا للعدو الصهيوني، يسعى من خلالها لفرض سياساته الصهيونية على الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي.
وما يفجع أكثر هو التواطؤ العربي لمحور أبراهام مع سياسات الحكومة الصهيونية. إذ في الوقت الذي لازالت فيه دماء أبطال جنين طازجة، ولما تجف بعد، نسمع دعوات هؤلاء لدمج القوى الجوية لهم مع قوات العدو الصهيوني بدعوى التصدي المزعوم لتهديدات إيران الإسلامية. وللأسف فلم تكن ردود الفعل الفلسطينية سلطة وفصائل ترقى لمستوى الحدث الجلل في جنين ولهذا قلنا “لك الله ياجنين” فلم يتبق لك سوى الناس الطيبين الذين يواجهون بلحمهم كل هذا الكم من التآمر ومن التخاذل، ولا نملك إلا أن نقول الرحمة للشهداء وطوبى لهم لأنهم لم يشهدوا مثل هذا الذل والتخاذل واعتقدوا أن دمائهم لم تذهب هدراً..
المجد للشهداء وستبقى فلسطين وشعبها شوكة في حلق كل من تآمر عليها وعلى شعبنا..
كاتبة سورية