على رغم تجارب ناجحة لعدد من دول أمريكا اللاتينية في تحصين قطاعات كبيرة من السكان؛ منها تشيلي وأوراغواي؛ إلا أن باراغواي تواجه تفشياً وبائياً متسارعاً، وعدداً متزايداً من الوفيات، ونقصاً مريعاً في اللقاحات اللازمة لتطعيم السكان، ومن ثم دحر التفشي الفايروسي. وكانت هذه الدولة التي لا تطل على البحر نجحت في عام 2020 في كبح الوباء من خلال إغلاق الحدود، وإغلاق البلاد بالكامل. بيد أن المصابين يموتون حالياً بسبب عدم وجود أسرّة كافية في وحدات الرعاية المكثفة، في أتون هجمة جائرة للسلالة البرازيلية المتحورة. وقد توفي حتى الآن أكثر من 8800 شخص بالوباء في باراغواي، ويتوقع الخبراء أن يستمر تصاعد الإصابات والوفيات خلال الشهرين القادمين إلى حين توفير كميات كافية من اللقاحات، وتحسين المرافق الصحية. وكان نقص العلاجات والأسرّة أدى إلى اندلاع احتجاجات عنيفة في مارس الماضي، طالبت بالإطاحة بالرئيس ماريو عبده بنيتيز ولم تتحصل إدارة الرئيس عبده على أكثر من 304725 جرعة من اللقاحات، استخدمت لتطعيم نحو 3.5% فقط من السكان، في حين قامت تشيلي وأوراغواي المجاورتان بتطعيم 41% و28% من سكانهما على التوالي. واضطر مئات الآلاف من الباراغوايين إلى الفرار إلى الولايات المتحدة، أملاً في حياة أفضل.
باراغواي.. لا لقاحات تكفي لدحر الوباء