قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان صدر عنه اليوم، الإثنين، إن “نظام التقصي والتحقيق التابع رئاسة الأركان سيحقق في الغارة التي شنها” أمس، الأحد، واستهدفت مأوى للنازحين في مدينة رفح، وأدت إلى استشهاد 45 مدنيا، بحس الحصيلة الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 234 يوما.
وجاء في بيان صدر عن جيش الاحتلال أن “المدعية العامة العسكرية أوعزت لنظام التقصي والتحقيق باجراء تحقيق حول الغارة في رفح”، وزعم أن الغارة التي نفذت “بواسطة قطعة جوية”، استهدفت “أهداف إرهابية نوعية، منها مسؤولون تابعون لمقر الضفة التابع لحركة حماس، ممن وجهوا عمليات ارتكبتها عناصر حمساوية” في الضفة الغربية المحتلة.
وزعم أنه “تم تنفيذ الغارة بناءً على المعلومات الاستخباراتية المسبقة بوجودهم في المكان المستهدف”، وادعى أنه “قبل الغارة تم اتخاذ إجراءات عديدة لتقليل احتمال إصابة غير المتورطين، التي تشمل الصور الجوية واستخدام أنواع الذخيرة الدقيقة والمعلومات الاستخباراتية الأخرى، التي تم بناءً عليها تم استبعاد احتمال المساس بالمدنيين غير المتورطين”.
وأضاف أن “الهجوم لم يقع في المنطقة الإنسانية في المواصي التي دعا الجيش السكان المدنيين للانتقال إليها”، وقال إنه “يجري التحقيق في ملابسات الحادث من قبل آلية التحقيق على مستوى هيئة الأركان العامة”، وزعم أنها “هيئة مستقلة مسؤولة عن النظر في الحوادث الاستثنائية التي تقع خلال القتال”.
وختم بيانه بالقول: “يبدي الجيش أسفه عن مقتل أي مدني خلال القتال”.
وعادة ما يستخدم جيش الاحتلال التحقيقات الداخلية للتهرب من الملاحقة القضائية الدولية لقياداته العسكرية في ظل الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين في إطار عملياته العدوانية سواء في غزة أو في الضفة الغربية المحتلة.
وأوضحت وزارة الصحة في قطاع غزة أن المجزرة التي نفذها جيش الاحتلال في رفح أسفرت عن ” 45 شهيدا منهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن، و249 جريحا”.
وبعد الضربة، أفاد الدفاع المدني الفلسطيني بوجود العديد من الجثث “المتفحمة” من جراء حريق طاول مخيمًا للنازحين في حي تل السلطان في شمال غرب رفح.
وأوضح مدير إدارة الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني محمد المغير، أن “عمليات الإنقاذ والانتشال انتهت مساء… شاهدنا جثثا متفحمة وأشلاء، حالات بتر للأطراف، هناك أطفال ونساء وكبار في السن مصابون”.
في شريط مصوّر نشره الهلال الأحمر الفلسطيني، يمكن رؤية سيارات إسعاف تهرع الى المكان الذي تعرّض للقصف وترتفع منه ألسنة اللهب وتنقل مصابين بينهم أطفال.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن أحد مستشفياتها الميدانية في رفح استقبل “سيلاً من الجرحى الذين يبحثون عن علاج من إصابات وحروق”، مضيفة أن “فرقنا تبذل قصارى جهدها لإنقاذ الأرواح”.
وأظهرت الصور التي التقط في الصباح الباكر، بقايا خيام ومركبات متفحمة، وعائلات في وسط الحطام الذي خلفه الحريق.
وأشار المغير إلى صعوبات كبيرة تعترض جهود رجال الإنقاذ بسبب النقص الناجم عن الحصار الإسرائيلي.
وأوضح “نواجه تحديات كبيرة، نقص الوقود وشح المياه وتدمير الطرقات والبنية التحتية، مما يعيق عمليات التحرك بمركبات الدفاع المدني في المناطق المستهدفة”.
وأمرت محكمة العدل الدولية، يوم الجمعة الماضي، إسرائيل، “بوقف فوري” لعملياتها في رفح، في ظل إجبار 800 ألف شخص على النزوح قسرا خلال هذا الشهر، بحسب الأمم المتحدة.