أدّت غارة جوية إسرائيلية فجر الأحد إلى تدمير مسجد في جنوب لبنان، بحسب ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، في إطار العدوان الإسرائيلي المكثف على لبنان في الأسابيع الأخيرة.
وقالت الوكالة الوطنية: “نفذ الطيران المعادي قرابة الثالثة إلا ربعا من بعد منتصف الليل، غارة جوية مستهدفا المسجد القديم وسط بلدة كفر تبنيت، ودمره بالكامل”.
وقال رئيس بلدية كفر تبنيت فؤاد إسماعيل ياسين لوكالة “فرانس برس” إنّ القرية الواقعة على بعد حوالي ثمانية كيلومترات من الحدود خسرت معلما “له رمزية كبيرة لأهالي الضيعة”. وأضاف: “في المناسبات، العائلات تجتمع في الساحة التي بقربه”، مشيرا إلى أنّ بناءه يعود إلى أكثر من مئة سنة.
وهذا المسجد ليس الوحيد الذي استهدفه جيش الاحتلال الإسرائيلي، فقد ذكرت قناة “روسيا اليوم” نقلا عن مراسلتها في لبنان أن قوة من الجيش الإسرائيلي تسللت ليل السبت إلى أطراف بلدة العباسية الحدودية وفخّخت مسجد بلدة الضهيرة وقامت بتفجيره.
وأشارت القناة الروسية إلى أن استهدافات الجيش الإسرائيلي للأماكن الدينية طالت أيضا مسجد يارون، وكنيسة يارون، وكنيسة ديردغيا.
قنابل عنقودية
من جهة أخرى أفاد الحزب في بيان بأن “إسرائيل قامت صباح الأحد بقصف المنطقة الواقعة بين بلدتي حانين والطيري بصواريخ محشوة بالقنابل العنقودية المحرمة دوليًا”.
ووفق الاتفاقيات الدولية، فإن استخدام الذخائر العنقودية، التي تشكل لسنوات تهديدًا على حياة المدنيين، يتعارض مع اتفاقية جنيف ويعتبر انتهاكًا لحقوق الإنسان.
وتابع البيان: “لم نُفاجأ أبدًا بالجريمة الهمجية الجديدة، والتي تضاف إلى سلسلة جرائمها (إسرائيل) ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني، وذلك بعد عجزها الفاضح في ميدان المواجهة المباشرة مع مجاهدي المقاومة الإسلامية”.
وأضاف أن “العدو الصهيوني المدعوم عسكريًا وسياسيًا من الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يقصف المستشفيات وسيارات الإسعاف، لم يتجرأ على مثل هذه الخطوة إلا لإدراكه العجز الفاضح لما يُسمى بالمجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإنسانية إزاء الجرائم الجديدة”.
ومنذ 23 أيلول/ أيلول الماضي، وسعت “إسرائيل” نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية.
وأسفرت الغارات حتى مساء السبت، عن ألف و437 شهيدا و4 آلاف و123 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و340 ألف نازح.
ويرد حزب الله يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن “إسرائيل” جانبا من خسائرها البشرية والمادية، فإن الرقابة العسكرية تفرض تعتيما صارما على معظم الخسائر، بحسب مراقبين.