قالت صحيفة “جيروساليم بوست” الإسرائيلية، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يخسر المزيد من النقاط كلما اقترب من “إسرائيل” وواشنطن.
وترى الصحيفة، أن هناك تناقضا ما بين خطاب السلطة الفلسطينية في العلن وما بين أفعالها على أرض الواقع.
ونقلا عن دبلوماسي غربي مقيم في رام الله، تقول الصحيفة: خطاب السلطة تجاه “إسرائيل” سيء، لكن أفعالها على الأرض وخاصة التنسيق الأمني مع الاحتلال جيد.
واستدلت الصحيفة بحادثتين على ما سبق، أولهما، رصد مستوطنتين في وقت متأخر من الليل داخل مخيم الأمعري، وبمجرد إبلاغ الأجهزة الأمنية الفلسطينية عن وجودهن، “هرعت قوات الأمن الفلسطينية ورافقتهن وحمتهن وسلمتهن لجيش الاحتلال”.
والحادثة الثانية، وقعت في الخليل، حيث “قامت قوات الأمن التابعة للسلطة بمرافقة حافلة تقل جنوداً من جيش الاحتلال الإسرائيلي دخلت الخليل عن طريق الخطأ إلى خارج المدينة، ولم يصب أحد بأذى ولحقت أضرار طفيفة بالحافلة نتيجة رشق الحجارة من الفلسطينيين”.
وتقول الصحيفة، إن الحادثتين كان يمكن أن تنتهيا بحدث أمني لولا تدخل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، التي منعت تعرض الجنود والمستوطنتين لأي أذى، وعدم قيامها بذلك كان يمكن أن يساهم في تدهور خطير للعلاقات بين السلطة والاحتلال.
وفقا لـ”جيروساليم بوست”، يبدو أن حكومة نفتالي بينيت والسلطة يتجهون نحو شكل من أشكال التقارب، بالإضافة إلى التنسيق الأمني المستمر، ويتجلى ذلك في لقاء الوزراء الإسرائيليين وشخصيات لدى السلطة الفلسطينية مؤخرًا للمرة الأولى منذ عدة سنوات.
وكشفت الصحيفة، أنه “لم يتم الإعلان عن معظم الحالات التي تتعلق بإسرائيليين متواجدين في المنطقة المصنفة (أ)، ربما من أجل تجنب إحراج السلطة، وفي كل مرة يعلم الفلسطينيون أن السلطة الفلسطينية (أنقذت) مستوطنين إسرائيليين في المنطقة (أ)، فإنهم يتهمون السلطة الفلسطينية بـ العمل كمقاولين للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية”.
واعتبرت الصحيفة، أن “حركتي حماس والجهاد الإسلامي تشكلان تهديدا مباشرا للسلطة دون الوجود الإسرائيلي في الضفة، كما ويضمن التنسيق الأمني استمرار تدفق الأموال إلى السلطة الفلسطينية من الأمريكيين والأوروبيين والأطراف الدولية الأخرى”.
وترى الصحيفة، أن حكومة بينيت وإدارة بايدن، تعملان على بقاء الرئيس عباس متمسكا بالسلطة، “وإذا تم استئناف محادثات السلام مع الاحتلال سيواجه عباس ردود فعل جذرية من الفلسطينيين”.