حاجة عربية – برازيلية: سلمان جبر خاطري

يقف أكثر من مليونين ونصف المليون حاج وحاجة على جبل عرفات اليوم حتى تغرب الشمس، وهم يرفعون الأيدي مبتهلين بالدعاء يمثلون مئات الجنسيات حول العالم، وجميع الفئات بعدما سمحت المملكة بأداء فريضة الحج هذا العام دون قيود على عدد الحجاج وأعمارهم.

الأحد الماضي، أدى كثير من الحجاج طواف القدوم، وطافوا حول الكعبة المشرفة بملابس الإحرام البيضاء. يحملون مظلات للوقاية من الشمس الحارقة، يصلون ويدعون، على أرضيات رخامية يفوح منها رائحة المسك.

يقول حاج مصري إنه يدخر تكلفة رحلة الحج منذ 20 عامًا، ويعيش اليوم أجمل أيام العمر بعد أن أصبح الحلم حقيقة. يقابله شابا يروي له قصته مع استجابة الله لدعائه يوم عرفة العام الماضي.

ووصل أكثر من 1.6 مليون حاج وحاجة من خارج المملكة كما أعلنت السلطات السعودية، بينما سيتواجد 2 مليون حاج وحاجة من 160 بلدًا في الحج هذا العام، فلا يوجد موقع قدم.

أخان كفيفان من إحدى دول إفريقيا، فرحان بأنهما لمسا الكعبة وتحسساها بأيديهما، كونهما لا يستطيعان رؤيتها، وهما يحسنان الظن بالله أنهما سيعودان يوما يتمكنان فيه من مشاهدتها بعد شفاء الله لهما.

وآخر يصف مشاعره الفياضة بدموع منهمرة عندما استطاع أن يرى الكعبة لأول مرة، والخشوع طاغيًا عليه يحمد الله على منحه هذه الفرصة «أشعر كأني في الجنة». وبعث حاج رسالة للسعوديين قائلًا «اليوم خدمتمونا وبكرة نخدمكم يوم الموقف العظيم يوم تزاحم الأقدام».

حاجة مصرية استبشرت برحلتها إلى مكة المكرمة وبالمصادفة كان ابنها هو قائد الطائرة إلى السعودية.. وكثيرًا ما تمنت فاطمة المحايري أن تذهب للعمرة أو الحج، لكنها لا تملك المال، فقد فقدت وظيفتها بسبب جائحة كورونا وهي برازيلية عربية الأصل، وتقدمت إلى السفارة السعودية، ولما جاءت الموافقة سألت عمن دعاها فقالوا لها «إدعي لنا فقط» دون معرفة الداعي، لتفاجأ بضيافتها لحظة وصولها إلى مكة المكرمة أنها أحد المدعوين من خادم الحرمين الشريفين. قالت «سلمان جبر خاطري».

نقولا كانتي أحد أشهر لاعبي كرة القدم، جاء مبكرًا قبل أن يشارك فريقه الاتحاد في التدريبات، ليؤدي فريضة الحج ويستقبله الشيخ سعد الشهري.

كشاف سعودي شاب يقضي شهر العسل في خدمة الحجاج، وذاك يسقي الحجاج الماء البارد، وقد ترك أهله في جدة أيام العيد ليكون مع الحجاج. هؤلاء هم السعوديون والسعوديات الذين تطوعوا لخدمة ضيوف الرحمن في بلدهم.

تزدحم الشوارع المحيطة بالمسجد الحرام بمئات الألوف وهم يصلون على سجاجيد حملوها بأيديهم من مقرات سكنهم، ثم يتجولون في المحلات التجارية أمام الحرم المكي.