واصل موظفون في مركز اتصالات هاتفية من مكتب في شرق العاصمة الإسبانية مدريد، الرد على الهواتف لمدة ساعتين وأربعين دقيقة في نفس الغرفة التي كانت ترقد فيها زميلتهم جثة هامدة.
وقع الحادث، يوم الثلاثاء الماضي حوالي الساعة 12:30 ظهرًا في مكتب في شرق العاصمة بالطابق الـ 26، وهو واحد من عدة مكاتب في مدريد تابعة لشركة مركز الاتصال الإسبانية المتعددة الجنسيات “كونيكتا”، وفق صحيفة “إلباييس” المحلية.
ويقوم المشغلون الذين يعملون في تلك الغرفة بالرد على المكالمات حول الأعطال الكهربائية.
وسقطت الموظفة “إنما” (57 عاما) والتي تعمل في كونيكتا منذ ما يزيد عن خمسة عشر عامًا، فجأة مصابة بنوبة قلبية غير معروفة الأسباب.
وجرى إعلان وفاة “إنما” بعد نصف ساعة من تلقيها الإسعافات الأولية، في وقت كان فيه زملاؤها يواصلون العمل.
وظلت الجثة على الأرض تحت حراسة ضباط الشرطة بانتظار القاضي، وقال مندوب نقابي إن 4 من زملائها بقوا لأكثر من ساعتين دون التحرك من مكاتبهم وكأن شيئا لم يحدث.
وبحسب الشهادات، وقف زملاء “إنما” القريبين من مكتبها “مصدومين” بعد وفاتها، لكن آخرين في فضاء العمل نفسه الذي يضم 70 موظفا، لم يكلفوا نفسهم عناء رفع أعينهم عن أجهزة الحاسوب المكتبية الخاصة بهم.
وعندما، طالب أحد الموظفين والذي بدا في حالة صدمة الانصراف، قوبل طلبه بالرفض من قبل مديره.
وقال المتحدث باسم اتحاد العمال إن الموظفين “اعتادوا على نظام عمل آلي وغير إنساني حيث يكون الخيار الغريزي بالنسبة لهم هو الاستمرار في تلقي المكالمات”.
من جانبها، أعلنت شركة كونيكتا أنها سمحت بالعمل عن بعد للموظفين الذين يرغبون في ذلك، وذلك عقب المأساة التي وصفتها صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية بـ “الحادثة الدنيئة في قلب مدريد”.