زعمت قناة عبرية أن إسرائيل وافقت على مقترح أمريكي بوقف مؤقت لإطلاق النار بقطاع غزة، بغرض السماح بإعطاء تطعيم ضد شلل الأطفال في القطاع.
وخلال الأيام الأخيرة الماضية، حذر مسؤولون في المنظومة الطبية الإسرائيلية من إمكانية إصابة جنود إسرائيليين في غزة بشلل الأطفال ومن ثم تفشيه بإسرائيل، بعد الإعلان عن حالة إصابة بالفيروس في القطاع.
وقالت القناة 13 الإسرائيلية الخاصة مساء الأربعاء: “وافقت إسرائيل على طلب (وزير الخارجية الأمريكي أنتوني) بلينكن بتنفيذ هدنة في غزة (لم تحدد مدتها أو تاريخ بدئها)، ليس كجزء من المفاوضات لإطلاق سراح المختطفين، بل لغرض تطعيم السكان ضد شلل الأطفال”.
وأضافت أن “القرار اتخذ من قبل (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو والمؤسسة الأمنية، ولم يتم إبلاغ وزراء المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت)”.
لكن مكتب نتنياهو نفى للقناة أن يكون الحديث عن هدنة، مضيفا أن “التقرير حول الهدنة غير صحيح، والحديث يدور عن تخصيص أماكن معينة في القطاع (لإعطاء التطعيمات)”.
وأضاف أنه “تم عرض الأمر على الكابينت وحظي بتأييد الوزراء”.
من جانبها نددت حركة “حماس” مساء الأربعاء، بتصريح صدر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حول تخصيص أماكن داخل قطاع غزة من أجل التطعيم ضد شلل الأطفال، معتبرة أنها مراوغة منه لمواصلة حرب الإبادة.
وقال القيادي في الحركة عزت الرشق، في بيان: “تصريح نتنياهو عن تخصيص أماكن ومربعات داخل غزة للتطعيم ضد شلل الأطفال ليس موافقة على هدنة إنسانية طالبت بها الأمم المتحدة ومنظمات دولية إنما مراوغة لمواصلة حرب الإبادة والقتل المُمنهج”.
وتابع: “هذه الطريقة المشبوهة التي يحاول نتنياهو وحكومته فرضها، من شأنها إفشال خطوة الأمم المتحدة، وحرمان مئات الأطفال من التطعيم ضد شلل الأطفال”.
وطالب الرشق “الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الضغط بكل الوسائل على نتنياهو بقبول هدنة إنسانية شاملة في قطاع غزَّة (لمدة 7 أيام)، للتمكّن من تنفيذ التطعيم لكل أطفال القطاع”.
واستكمل قائلا: “وليس انتقاء أماكن معيّنة تختارها حكومة الاحتلال الفاشية كما تشاء، لتواصل ممارسة جرائمها الوحشية بحقّ المدنيين والأبرياء العزَّل”.
وفي 16 أغسطس/آب الجاري، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل أول إصابة بشلل الأطفال بمدينة دير البلح لطفل يبلغ 10 شهور لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال.
والثلاثاء، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، أنها ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” ومنظمة الصحة العالمية، مستعدون لتحصين 640 ألف طفل ضد شلل الأطفال في غزة، بعد أن أعلنت الأونروا أن “لقاحات شلل الأطفال وصلت غزة”.
من جانبها، قالت اليونيسف في بيان الثلاثاء، إنها تقوم اليوم بإحضار 1.2 مليون جرعة من اللقاح المضاد لشلل الأطفال (من النوع الثاني،) لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل في غزة”.
وبينت أنها تقوم بذلك “بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والأونروا وغيرهما من الشركاء”.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 134 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.