حرائق الغابات ترفع الأعلام الحمراء

رفع عالم السموم البيئي وأستاذ مساعد في صحة المجتمع والبيئة في جامعة ولاية بويز، لوك مونتروز، الأعلام الحمراء في إشارة إلى خطورة الحرائق التي تشهدها منطقة غرب الولايات المتحدة، وفشل الجهود المبذولة لاحتواء حريق هائل في جنوب ولاية أوريغون، وتوقع حصول صواعق جافة خطيرة في كاليفورنيا. وبدأ مسؤولو الإطفاء والصحة في إصدار تحذيرات بشأن المخاطر الصحية لدخان حرائق الغابات قبل عدة أسابيع من المعتاد. مع وجود غرب الولايات المتحدة بأكمله تقريبًا في حالة جفاف.

وتحدث مونتروز، عن تأثيرات دخان حرائق الغابات وكيف تختلف عن المصادر الأخرى لتلوث الهواء، قائلا: نحن نعلم أن استنشاق دخان الهشيم يمكن أن يكون ضارًا. ولا تزال الصورة غير واضحة للصحة العامة، لكن الأبحاث ترفع الأعلام الحمراء.

تلوث الهواء

وجدت دراسة جديدة، أصدرها مجلس موارد الهواء في كاليفورنيا في 12 يوليو 2021، أن الدخان المنبعث من الحرائق التي تشتعل في المجتمعات يمكن أن يكون أكثر خطورة مما كان يعتقد في الأصل بسبب مواد البناء التي يمكن أن تحترق. حيث حدد العلماء مستويات عالية من الرصاص والمعادن الأخرى في الدخان من حريق 2018 الذي اندلع في مدينة بارادايس. وحذّر سوين من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس من أنه «بسبب فترة طويلة من درجات الحرارة المرتفعة التي تسجل أرقاما قياسية»، تكون كاليفورنيا أكثر جفافا مما هي عليه عادة في ذروة أغسطس أو سبتمبر. وكتب على تويتر «لكن من غير المرجح أن تضرب سلسلة من الصواعق الجافة كما حدث في أغسطس 2020». أما في كندا، فيفترض أن يصل نحو مئة من رجال الإطفاء المكسيكيين إلى تورونتو السبت لمكافحة الحرائق في شمال غرب أونتاريو، وفق ما أعلنت سلطات المقاطعة.

وصدرت تحذيرات بشأن نوعية الهواء في أربع مقاطعات في البلاد فيما تسببت الحرائق في سحب من الدخان. ويقول علماء إن موجات الحر التي تضرب غرب الولايات المتحدة وكندا منذ أواخر يونيو كانت ستكون «مستحيلة عمليا» لولا ظاهرة تغير المناخ التي يسببها النشاط البشري.

ويؤدي تغير المناخ إلى زيادة حدة موجات الجفاف ما يخلق ظروفا مثالية لامتداد حرائق الغابات خارج نطاق السيطرة وإحداث أضرار مادية وبيئية غير مسبوقة.

دخان الحرائق

مع اندلاع حرائق الغابات الكبيرة بالفعل في الغرب هذا العام، يقدم مونتروز بعضا من التعليمات والوصايا للحماية من دخان الحرائق، قائلا: يعتمد دخان الحرائق على بعض الأشياء الأساسية وهي: ما هو المحترق – و درجة الحرارة – والمسافة بين استنشاق الشخص الدخان. ويحتوي دخان حرائق الغابات على آلاف المركبات الفردية، بما في ذلك أول أكسيد الكربون والمركبات العضوية المتطايرة وثاني أكسيد الكربون والهيدروكربونات وأكاسيد النيتروجين.

كما أن أكثر ملوثات الكتلة انتشارًا هي الجسيمات التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر، أي حوالي 50 مرة أصغر من حبة الرمل، لذا انتشارها هو أحد الأسباب التي تجعل السلطات الصحية تصدر تحذيرات بشأن جودة الهواء وتوصي باستخدام PM2.5 كمقياس.

ووجدت الدراسة الجديدة عن الدخان الناتج عن حريق كامب فاير 2018 ظهور مستويات خطيرة من الرصاص في الدخان الذي يهب في اتجاه الريح مع اشتعال النار في بارادايس، كاليفورنيا، تم ربطها بارتفاع ضغط الدم والتأثيرات التنموية لدى الأطفال الذين تعرضوا له لفترة طويلة، في مسافة تزيد عن 150 ميلاً (241 كيلومترًا) في مهب الريح، بتركيزات تزيد 50 مرة عن المتوسط ​​في بعض المناطق. التهاب الرئة وهناك سبب آخر لاستخدام PM2.5 في تقديم توصيات صحية: فهو يحدد قطع الجزيئات التي يمكن أن تنتقل إلى عمق الرئتين وتسبب أكبر قدر من الضرر.

ويشرح مونتروز ذلك بأن جسم الإنسان مجهز بآليات دفاع طبيعية ضد الجسيمات الأكبر، ولكن تتجاوز الجسيمات الصغيرة هذه الدفاعات وتزعج الأكياس الهوائية حيث يمر الأكسجين إلى الدم. ولحسن الحظ، لدينا خلايا مناعية متخصصة تسمى البلاعم. وظيفتها هي البحث عن المواد الأجنبية وإزالتها أو تدميرها.

ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات أن التعرض المتكرر لمستويات مرتفعة من دخان الخشب يمكن أن يثبط البلاعم، مما يؤدي إلى زيادة التهاب الرئة. تهيج العين والحلق وأضاف مونتروز، بأنه يمكن أن يؤدي التعرض قصير المدى لدخان حرائق الغابات إلى تهيج العينين والحلق، بينما يؤدي التعرض طويل الأمد على مدار أيام أو أسابيع، أو استنشاق دخان كثيف، إلى زيادة خطر تلف الرئة، وقد يساهم أيضًا في مشاكل القلب والأوعية الدموية.

وبالنظر إلى أن مهمة البلاعم هي إزالة المواد الغريبة – بما في ذلك جزيئات الدخان ومسببات الأمراض – فمن المعقول الربط بين التعرض للدخان وخطر العدوى الفيروسية. حيث تشير الأدلة الحديثة إلى أن التعرض طويل الأمد قد يجعل الفيروس التاجي أكثر فتكًا. ووجدت دراسة على مستوى البلاد أنه حتى الزيادة الطفيفة في تلوث الهواء بالجسيمات التي يكشفها جهاز PM2.5 من مقاطعة أمريكية إلى أخرى كانت مرتبطة بزيادة كبيرة في معدل الوفيات من كورونا.

توصيات:

ذكر مونتروز عددا من النصائح للأشخاص المعرضين لحرائق الغابات وهي: – البقاء على اطلاع من خلال تحديد الموارد المحلية لتنبيهات جودة الهواء – الاطلاع على معلومات حول الحرائق النشطة والتوصيات لتحسين الممارسات الصحية – تجنب التواجد في الخارج أو القيام بنشاط شاق، مثل الجري عند وجود تحذير من جودة الهواء. – اعلم أنه ليست كل أقنعة الوجه تحمي من جزيئات الدخان – أنشئ مساحة نظيفة – تجنب أي شيء يساهم في ملوثات الهواء في الأماكن المغلقة كالمكنسة الكهربائية وحرق الشموع.

أضرار يتسبب بها دخان الحرائق:

-ارتفاع ضغط الدم – يؤثر على النمو لدى الأطفال الذين تعرضوا له لفترة طويلة – ينتقل إلى عمق الرئتين ويسبب التهاب الرئة – يؤدي التعرض القصير له إلى تهيج العينين والحلق – يؤدي التعرض طويل الأمد له إلى تلف الرئة – يساهم في مشاكل القلب والأوعية الدموية – يزيد من خطر العدوى الفيروسية