حراك أمريكي لمنع تدهور العلاقات بين مصر وإسرائيل

لأول مرة منذ عام 2005، تسيطر القوات الإسرائيلية على محور فيلادلفي، الفاصل بين قطاع غزة ومصر، وهو ما تسبب في المزيد من تدهور العلاقات المصرية الإسرائيلية، ما أثار انزعاج الإدارة الأمريكية، خصوصا بعد مقتل جندي مصري بنيران إسرائيلية عند معبر رفح.

ومن المتوقع أن يصل خلال الساعات القادمة إلى القاهرة موفد أمريكي لترتيب اجتماع ثلاثي بين مسؤولين من مصر وإسرائيل بمشاركة أمريكية لبحث تأمين معبر رفح وإعادة فتحه، وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب الفلسطيني.

ولم تستبعد مصادر مطلعة وصول مدير المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز خلال أيام للقاهرة لعقد اجتماع مع مسؤولين أمنيين لإنهاء صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، مع بحث إمكانية وقف الحرب.

وكشف مصدر مطلع على الملف الفلسطيني لـ«» أن زيارة الموفد تركز بالأساس على وقف تدهور العلاقات بين مصر وإسرائيل، ونزع فتيل اشتعالها مستقبلاً، والترتيب لإعادة فتح معبر رفح وتأمين الحدود. وقال إن القاهرة تصر على عدم فتح المعبر إلا بعد الانسحاب الإسرائيلي بالكامل من محور فيلادلفي. ولفت المصدر إلى أن القاهرة استجابت لطلب الرئيس الأمريكي بإدخال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، لتجنب التعامل المباشر مع الجانب الإسرائيلي وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني. وأضاف أن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل سيناقشها مدير المخابرات الأمريكية مع المسؤولين المصريين، بالتعاون مع دول الوساطة.

وكان الاتحاد الأوروبي أعلن أنه ينوي استعادة دوره كمراقب في معبر رفح الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية، بموجب اتفاق المعابر الذي تم إقراره إثر انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005.

وفي هذا السياق، قال الخبير الاستراتيجي المصري اللواء وائل ربيع إن سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفي تأتي على خلفية مزاعم بوجود أنفاق بين قطاع غزة وسيناء، إضافة لمنع دخول المساعدات الإنسانية للقطاع، والضغط في عملية التفاوض مع حماس لتبادل الأسرى.

واعتبر اللواء ربيع لـ«» أن وجود إسرائيل في محور فيلادلفي مؤقت، حتى تضع الحرب أوزارها مع المقاومة الفلسطينية، لافتاً إلى أنه وفقاً لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل فإن هذا المحور منطقة عازلة منزوعة السلاح، مؤكداً أن القاهرة لا تزال تدير تلك الأزمة بحكمة كبيرة.

وشدد على أن الأمن القومي المصري «خط أحمر»، ووجود قوات أمنية مصرية على الحدود في الوقت الحالي هو لتأمين أي تعدٍ على حدودها الشرقية، مرجحاً أن تقوم إسرائيل خلال الأيام القادمة بتسليم معبر رفح البري للسلطة الفلسطينية للسيطرة عليه.