دعا حزب الشعب الفلسطيني صباح يوم السبت، الجهات الرسمية كافة وخاصة سلطة الأمر الواقع التابعة لحركة “حماس” في قطاع غزة، إلى إيلاء اهتمام خاص بقضايا الشباب والخرجين، وتوفير مقومات العيش الكريم لهم، والفرص والسبل الضرورية لضمان مستقبلهم وإنقاذهم من مخاطر الهجرة المتزايدة وخاصة من قطاع غزة، وإلى سرعة المعالجة الجادة والمسؤولة لهذه الظاهرة المتنامية، والقضاء على أسبابها ودوافعها.
وقال الحزب في بيان صدر عنه ، إن حزب الشعب وهو يدق ناقوس الخطر ويحذر من استمرار ظاهرة الهجرة من قطاع غزة إلى الخارج، وفي مقدمتهم الشباب، يشير إلى أن اتساع وتنامي هذه الظاهرة، يحمل أبعاداً سياسية واجتماعية خطيرة، ستؤدي في نهاية المطاف إلى تهجير أهم فئة اجتماعية يمكن الاعتماد عليها الآن ومستقبلاَ، خاصة وأن بين ممن يسعون للهجرة، الكثير من الكفاءات العلمية الخلاقة التي يمكن أن تسهم في بناء الوطن فيما لو توفرت لها السبل والإمكانات لذلك.
وأكد، أن الأوضاع والظروف التي يعانيها قطاع غزة، وبشكل أساسي بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه واستمرار حصاره لأبناء شعبنا في قطاع غزة، تفاقمت حدتها منذ الإنقسام البغيض قبل ١٧ عاماً، من بؤس وفقر مدقع وحرمان، ومن انعدام لفرص العمل ومحدودية سبل العيش الكريم، وتنامي حالة الاحباط وانعدام الثقة وغيرها من القضايا الحياتية، وهي الأوضاع والدوافع التي شكلت سبباً مباشراً في تنامي ظاهرة الهجرة هذه، إلى جانب العديد من الظواهر الاجتماعية السيئة، جراء ما خلفته حالة الانقسام من تداعيات كارثية ضاعفت من مستوى الألم والمعاناة لدى أبناء شعبنا.
كما أنه من المؤسف أيضاً، تفشي وتزايد العديد من الممارسات والاتهامات التي يتعرض لها الشباب، الأمر الذي ضاعف من حالة الاحباط العام وفقدان الأمل والاحساس الدائم بالظلم وغياب العدالة وتكافؤ الفرص في صفوفهم، مما يضعهم أمام خيارات صعبة، تتراوح ما بين الانكفاء على الذات أو الانحراف أو الإنتحار أو إلى الهجرة للخارج. وحتى هذا الخيار الأخير، لم يخلو من هول المخاطر على حياتهم خلال سفرهم أو تنقلاتهم من مكان إلى آخر، وقد سبق وأن غرق العشرات منهم في البحار أثناء ذلك، ما أدى إلى فقد حياة العديد منهم، علاوة عن ما تعرضوا له من أزمات مأساوية متعددة.
إن حزب الشعب يؤكد في هذا الشأن، أن الصمت عن هذه الظاهرة أو التقليل من مخاطرها، يمثل مشاركة فعليه في تعزيزها وفي عدم الاكتراث لنتائجها الكارثية.
وعليه فإن حزب الشعب الفلسطيني، يدعو إلى المسارعة في علاج جذر هذه الظاهر بكل أبعادها، وما ترتب عليها من نتائج اجتماعية ووطنية وخيمه، وذلك من خلال المسارين التاليين:
الأول المتمثل في ضرورة التصدي للاحتلال الاسرائيلي وإجراءاته التعسفية واستمرار حصاره الظالم على قطاع غزة، وتعزيز النضال ضده سياساته وممارساته الإجرامية في اطار استراتيجية وطنية موحدة قابلة للتنفيذ ومقنعة، تشجع الشباب للإنخراط فيها.
والثاني المتمثل في المواجهة الجادة للأوضاع الداخلية، عبر الإنهاء الفوري لحالة الإنقسام، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تعمل على التصدي لحالة الانهيار العام والمتسارع في المجتمع الفلسطيني، والعمل على وقف كل الممارسات التي تثقل على المواطن الفلسطيني أعبائه، وتتسبب في زيادة معاناته اليومية، إضافة إلى إعادة النظر في أولويات الموازنة العامة الفلسطينية، بما يعطي اهتمام خاص لقضايا الشباب والخرجين، وتعزيز مبدأ العدل والمساواة وتكافؤ الفرص، والإنطلاق من قاعدة ان حماية حقوق المواطن ومصالحه، هي غاية وليس وسيلة.
ودعا، لمواجهة هذه الظواهر الكارثية على الصعيدين الانساني – الاجتماعي والوطني، بدء من المستويات الرسمية، ومروراَ بالأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع الأهلي، ووصولاَ لكل بيت وأسرة.