حزب الله في حالة تأهب عقب هجوم مجدل شمس وإيران تحذر إسرائيل


06:32 م


الأحد 28 يوليو 2024

بي بي سي

قال مصدران أمنيان لوكالة رويترز للأنباء، إن حزب الله في حالة تأهب قصوى اليوم الأحد، مع تصاعد التوترات في أعقاب هجوم مجدل شمس المميت.

وقالت المصادر الأمنية إن حزب الله قام بتطهير بعض المواقع الرئيسية في كل من جنوب لبنان ووادي البقاع الشرقي، تحسبا لوقوع أي هجوم محتمل من قبل إسرائيل.

وتتهم إسرائيل حزب الله بتنفيذ الهجوم وقال الجيش الإسرائيلي، السبت، إن 12 شخصا تراوح أعمارهم بين 10 و20 عاما، قتلوا جراء سقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل منذ العام 1967 وأعلنت ضمه لأراضيها، ونفى حزب الله اللبناني مسؤوليته عن الهجوم.

ونشر الجيش الإسرائيلي والمجتمع الدرزي المحلي أسماء 11 شخصا من أصل 12 شخصا لقوا حتفهم في الهجوم، وهم: فجر ليث أبو صالح (16 عاما)، أمير ربيع أبو صالح (16عاما)، حازم أكرم أبو صالح (15عاما)، جون وديع إبراهيم (13عاما)، إسيل نشأت أيوب (12عاما)، فينيس أدهم صفدي (11عاما)، يزن نايف أبو صالح (12عاما)، ألما أيمن فخر الدين (11عاما)، ناجي طاهر الحلبي (11عاما)، ميلاد معضد الشعار (10 أعوام)، وضحية أخرى، ناظم فاخر صائب من قرية عين قينيا.

وشارك الآلاف الأحد في مراسم تشييع قتلى الضربة الصاروخية في مجدل شمس، ذات الغالبية الدرزية، الذين رفض كثيرون منهم الحصول على الجنسية الإسرائيلية، وبدت عليهم علامات الحزن والتأثر. وتجمعت نسوة تدثرن بالعباءة السوداء ووشاح الرأس الأبيض التقليدي لدى الدروز، حول نعوش مغطاة بالأبيض.

وكان حزب الله قد أعلن السبت استهداف بلدات ومواقع عسكرية في شمال إسرائيل بعد مقتل أربعة من عناصره بضربات إسرائيلية في جنوب لبنان في سياق القصف اليومي المتبادل عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ اندلاع حرب غزة.

وفي سياق متصل، حذّرت إيران إسرائيل، اليوم الأحد، من أي “مغامرات” عسكرية جديدة في لبنان مما قد يؤدي إلى “تداعيات غير متوقعة”، وذلك بعد الضربة الصاروخية على الجولان المحتل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن “أي خطوة تنمّ عن جهل من النظام الصهيوني قد تؤدي إلى توسيع عدم الاستقرار وعدم الأمن والحرب في المنطقة”، مشدداً على أن إسرائيل ستتحمل مسؤولية “التداعيات غير المتوقعة وردود الفعل على تصرف أحمق كهذا”.

واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إسرائيل، بالسعي إلى شمس الواقعة ضمن هضبة الجولان المحتلة، والتي أعلنت إسرائيل لاحقاً ضمّها إلى أراضيها في خطوة لم تعترف بها سوى الولايات المتحدة.

من جهته، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأحد، أن “كل المؤشرات” تدل على أن حزب الله اللبناني أطلق الصاروخ على الجولان المحتل.

وقال بلينكن ردا على سؤال في مؤتمر صحافي في طوكيو: “لا يوجد مبرر للإرهاب”. وأضاف “كل المؤشرات تدل على أن الصاروخ كان بالفعل من حزب الله. نؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها من الهجمات الإرهابية”.

حزب الله “تجاوز كل الخطوط الحمر”

رأت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الأحد، أن حزب الله اللبناني “تجاوز كل الخطوط الحمر” من خلال ضربة صاروخية على الجولان السوري المحتل اتهمته بشنّها السبت، وأدت إلى مقتل 12 شخصاً.

وقالت الوزارة في بيان إن “مجزرة السبت تعد تجاوزاً لكل الخطوط الحمر من قبل حزب الله. هذا ليس جيشاً يقاتل آخر، بل هو منظمة إرهابية تقوم باستهداف المدنيين عمداً”.

وقالت وزارة الخارجية إن “صاروخا إيرانيا” تسبب في مقتل “أولادنا وبناتنا”، وأضافت “حزب الله هو المنظمة الإرهابية الوحيدة التي تمتلك تلك (الصواريخ) في ترسانتها”.

وأكد البيان أن “إسرائيل ستمارس حقها وواجبها في التصرف دفاعا عن النفس وسترد على المذبحة”.

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي اختصر زيارة يقوم بها للولايات المتحدة للعودة مبكرا إلى إسرائيل، بأن “إسرائيل لن تدع هذا الهجوم الوحشي يمر دون رد، وحزب الله سيدفع ثمنا باهظا لم يسبق أن دفعه من قبل”.

“ضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس”

2_11zon

واستنكر بيان مشترك للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، الأحد، مقتل مدنيين من أطفال صغار ومراهقين في مجدل شمس، مؤكدا ضرورة حماية المدنيين في جميع الأوقات.

وحث الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووضع حد للتبادل المكثف والمستمر لإطلاق النار الذي قد يشعل صراعاً أوسع نطاقاً من شأنه أن يغرق المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن تصورها.

وتجري اليونيفيل ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان اتصالات مع كل من لبنان وإسرائيل.

حزب الله ينفي مسؤوليته في الهجوم

3_11zon

هذا ونفى حزب الله ضلوعه في الهجوم على قرية مجدل شمس شمال إسرائيل في الجولان المحتل.

وفي بيان صادر عن الحزب في لبنان، قال: “تنفي المقاومة الإسلامية في لبنان نفياً قاطعاً الادعاءات التي أوردتها بعض وسائل ‏إعلام العدو ومنصات إعلامية مختلفة عن استهداف مجدل شمس، وتؤكد أن لا علاقة ‏للمقاومة الاسلامية بالحادث على الإطلاق، وتنفي نفياً قاطعاً كل الادعاءات الكاذبة بهذا ‏الخصوص”.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، السبت، عن سقوط قتلى في بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، بعد إطلاق حزب الله لصواريخ، وفق قولها.

وقالت قناة 13 الإسرائيلية إن نتنياهو سيترأس بعد ظهر يوم الأحد اجتماعا للمجلس الوزاري المصغر لمتابعة الوضع.

وقال نتنياهو: “حزب الله سيدفع ثمنا باهظا لهجوم مجدل شمس لم يسبق أن دفع مثله”.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس: “نحن نقترب من لحظة حرب شاملة في الشمال ضد حزب الله”.

فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، إن رئيس الأركان “يجري تقييما للوضع” مع قائد القيادة الشمالية وقائد القوات الجوية وأعضاء آخرين، في أعقاب الهجوم على منطقة مجدل شمس والحدود الشمالية مع لبنان.

واتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي القائد الميداني بحزب الله علي محمد يحيى بأنه “المسؤول” عن تنفيذ عملية إطلاق الصاروخ على مجدل شمس.