ر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية في لبنان، اليوم الأربعاء، مشاهد من عملية استهداف مقرّ قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في “عرب العرامشة” شمال فلسطين المحتلة.
واعترف “جيش” الاحتلال الإسرائيلي بإصابة 14 جندياً من بينهم 6 إصابات بليغة، في هجوم المقاومة.
وأفاد الإعلام الإسرائيلي بأنّ الجنود الذين كانوا موجودين في المبنى الذي استهدفه حزب الله يتبعون للواء الاحتياط 6 (كرياتي)، مشيراً إلى أنّ هذه الحادثة هي “الأخطر منذ اندلاع الحرب”.
كذلك، أشار الإعلام الإسرائيلي إلى أنه بين الحين والآخر كان يحضر ضباط إسرائيليون كبار جداً في المركز المستهدف في المنطقة، لافتاً إلى أنّ “حزب الله علم بذلك فحاول استهداف غرفة العمليات الموجودة في المركز والضباط”.
بدوره، رأى المعلق العسكري في قناة “كان”، روعي شارون، أنّ ما حصل في عرب العرامشة “هو من الحوادث القاسية في اختبار النتائج لحوادث عند الحدود في هذه المنطقة”، مؤكداً أنّ “حزب الله علم بالتمام على ماذا يصوّب عندما صوّب نحو مبنى داخل القرية حيث يوجد جنود احتياط”.
كيف يعلم حزب الله بوجود الجنود؟
وفي السياق، قال المحاور الإسرائيلي في القناة “14”، إنّ “هذا هو اليوم الثالث على التوالي ونحن نتكبد مصابين في الجبهة اللبنانية، والسؤال الأوتوماتيكي الثاني كيف يستطيع نصر الله أن يرسل لنا مسيّرات من الشمال؟”.
وتساءل قائلاً: “كيف يعلم حزب الله ونصر الله أنّ الجنود موجودون في مبنى مدني في قلب عرب العرامشة؟”.
من جهته، قال المعلق الأمني في القناة، نوعام أمير، إنه “يجب الافتراض أنّ نصر الله لا ينام ويرسل عيونه إلى الحدود الشمالية للحصول على معلومات”، مضيفاً: “ثانياً، يوجد فيلم يُظهر في الجو مسيّرات عدة، ربما واحدة منهم أرسلت وبثّت صورة معينة وأطبقت على الهدف، وبعدها تعرض لصواريخ مضادة للدروع، وبعد ذلك انقضاض المسيرة”.
لا أجوبة لدى “الجيش”
من جانبه، أكد المعلق العسكري في قناة “كان”، روعي شارون، أنه “لم يكن هناك صفارات إنذار، لليوم الثاني على التوالي لا يوجد صفارات إنذار والمسيّرات تضرب بالتمام حيث هي موجّهة”.
وأكد شارون أنّ “حتى الآن لا يوجد لدى الجيش الإسرائيلي أجوبة من أين أرسلت وهو هو السؤال الأساسي، هل أُرسلوا من مدى نصف كلم، هذا مختلف من ناحية الإنذار إن أُرسلوا من مسافة 12 كلم”.
وأوضح أنه “على الرغم من كل عمليات الجيش الإسرائيلي والتصفيات والهجمات، لا يزال لدى حزب الله في منطقة السياج ضمن مدى 3 كلم قدرات لإطلاق مسيّرات”.
وتابع بالقول: “سؤال آخر، هل يتعلق الأمر بمسيّرات من نوع جديد، أو تكنولوجيا جديدة حصل عليها حزب الله ربما من إيران التي تطور مسيّراتها ونجَحت في الإفلات من قدرات الإنذار أو الكشف لدينا والاعتراض، لذلك وصلت من دون إنذار، ونجح في أن يصيب؟”.
وشدّد على أنه “خطرٌ شديد. نحن نرى يوماً بعد يوم كيف نجح حزب الله في التسبب بإصابات”.
من جهتها ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن تحسن أداء الأسلحة التي يستخدمها حزب الله والدليل على ذلك ثلاث طائرات مسيرة انفجرت في الجليل، اثنتان منها أمس قرب بيت هيلل وواحدة اليوم في عرب العرامشة، ما أدى إلى إصابة نحو 20 إسرائيلياً.
وأشارت إلى أن إن برمجة مثل هذه الطائرة بدون طيار التي ضربت عرب العرامشة تتطلب قدرات تقنية ومشغلين ذوي مهارات، وأضافت:” لقد تبين أن حزب الله منظمة تتعلم بسرعة وأصبحت أكثر فتكًا.
وبينت أن الجنود الذين أصيبوا بعملية حزب الله اليوم في عرب العرامشة هم من اللواء السادس الاحتياطي في الجيش الإسرائيلي بالإضافة إلى مجموعة الطورائ الخاصة بالقرية.
ونقلت الصحيفة عن عضو في فريق الإخلاء الإسرائيلي قوله: “هذا ليس حدثًا معتاداً، نحن نعرف الحرب فيها إنذارات، اليوم رأينا الجنود يوجهون أسلحتهم الخفيفة لمحاولة إسقاط المسيّرة في عرب العرامشة وبينما أنت تسحب الجرحى، تسقط الطائرة الإنتحارية أمام عينيك.
وتأتي التعليقات الإسرائيلية بعدما نجحت المقاومة الإسلامية في لبنان في شنّ هجومٍ مركّب بالصواريخ الموجّهة والمسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في “عرب العرامشة”، في ما يسمّى “المركز الجماهيري”.
وأعلنت المقاومة، عقب هذه العملية، استهداف التجهيزات التجسسية في موقع “الرمثا” في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة، بالإضافة إلى استهداف ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصواريخ “فلق”، وتحقيق إصابة مباشرة.
وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن “الهجوم المركب” الذي شنه حزب الله على أهداف في عرب العرامشة، في وقت سابق اليوم، الأربعاء، كان كمينا مدبرا للرد على اغتيال قيادات ميدانية في حزب الله اللبناني في إطار الهجمات التي شنها جيش الاحتلال على الجنوب اللبناني.
وأكد التحقيق الأولي الذي أجراه جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الهجوم الذي نفذه حزب الله تم بواسطة طائرتين مُسيّرتين مفخختين وصاروخين مضادين للدروع على أهداف تابعة للجيش الإسرائيلي للرد على “عمليتي الاغتيال اللتين وقعتا أمس في جنوب لبنان لقادة ميدانيين كبار في حزب الله”.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن حزب الله تمكن من جمع معلومات استخباراتية عن انتشار قوات الاحتلال في المنطقة الحدودية ونحج باستهداف موقعين في عرب العرامشة تواجد فيهما جنود احتياط بواسطة صاروخين مضادين للمدرعات، وأتبعهما بطائرتين مسيرتين مفخختين استهدفتا فرق الإنقاذ فشل جيش الاحتلال باعتراضهما.
وأسفر الهجوم المزدوج في عرب العرامشة عن إصابة 18 شخصا بينهم 14 جنديا في قوات الاحتياط التابعة لجيش الاحتلال، من بينهم “ستة مقاتلين بجروح بالغة (الخطورة)، في حين أصيب اثنان بجروح متوسطة، وستة آخرون بجروح طفيفة، وتم نقل المقاتلين لتلقي العلاج الطبي وتم إبلاع عائلاتهم”.
ووفقا للرواية الإسرائيلية، فإن حزب الله أراد الرد على اغتيال قيادات ميدانية، فأطلق صاروخين مضادين للدروع استهدف أحدهما المركز الجماهيري في عرب العرامشة والآخر مركبة في البلدة الحدودية؛ ولم يتم تفعيل صافرات الإنذار غير القادرة على تمييز تهديد الصواريخ المضادة للدروع.
ووفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن الصاروخين أطلقا من منطقة طيرحرفا؛ وبعد تحقيق الإصابات في الموقعين، شن حزب الله هجوما بواسطة طائرتين مسيرتين متفجرتين انفجرتا في الموقعين المستهدفين؛ بحسب ما أوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي. وأكدت أن الإصابات وقعت من جراء الصاروخين المضادين للدورع وكذلك انفجار المسيرتين المفخختين.
وأضاف التقرير أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هاجم المنطقة التي شهدت إطلاق الصاروخين المضادين للدورع في طيرحرفا، ورجّحت الإذاعة أن ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي المزيد من الغارات على أهداف لحزب الله في المنطقة؛ وسط توقعات بـ”رد من نوع مختلف” على الكمين المركب والمزدوج الذي نفذه حزب الله.
وحتى الآن، أعلن حزب الله، عن شن 8 هجمات على مواقع عسكرية للاحتلال خلال اليوم، غداة استشهاد 3 من عناصره في إطار تصعيد لافت المواجهة مع جيش الاحتلال. وقال الحزب، في سلسلة بيانات متلاحقة، إنه استهدف مواقع للاحتلال شملت تجهيزات تجسسية ووحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون وتجمعات لقوات إسرائيلية.
وأعلن حزب الله، في بيان، “شن هجوم مركب بصواريخ ومسيّرات على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة”. وأضاف أن عناصره “أصابوا المقر إصابة مباشرة، وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح”. وبعد الهجوم، صعدت إسرائيل من عملياتها العسكرية، حيث استهدفت قرى وبلدات في جنوب لبنان.
وكان الجيش الإسرائيلي قد ادعى أمس، الثلاثاء، “اغتيال” قائد في الوحدة الصاروخية لحزب الله بجنوب لبنان، وكذلك قائد منطقة الشاطئ في حزب الله، وقال إنه “اغتال بطائرة مسيرة في منطقة كفر دونين (قضاء بنت جبيل) محمد حسين مصطفى شحوري، قائد وحدة الصواريخ والقذائف بالقطاع الغربي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله”.
وادعى في بيانه أن شحوري “كان مسؤولا عن تخطيط وتنفيذ عمليات عديدة لإطلاق قذائف صاروخية نحو الأراضي الإسرائيلية من منطقة القطاع الأوسط والغربي في جنوب لبنان”. وأشار إله أنه “تم القضاء في الغارة نفسها على المدعو محمود إبراهيم فضل الله، وهو ناشط آخر في الوحدة الصاروخية لحزب الله”.
من جانبه، أعلن حزب الله في بيانين منفصلين استشهاد شحوري من بلدة الشهابية وفضل الله من بلدة عيناثا في الجنوب اللبناني، وقال إنهما “ارتقيا شهيدين على طريق القدس”، دون مزيد من التفاصيل حول هويتهما أو دورهما داخل هيكل الحزب ووحداته.
كما أعلن حزب الله، الثلاثاء، استشهاد عنصر آخر من عناصره وهو إسماعيل يوسف باز، بينما ادعى الجيش الإسرائيلي في بيان أن باز هو قائد منطقة الشاطئ في حزب الله، وزعم أنه “شارك في التخطيط لإطلاق صواريخ وقذائف مضادة للدبابات تجاه إسرائيل من المنطقة الساحلية في لبنان”.