عادت الحكومة الإسرائيلية إلى طرح مخطط قلنديا الاستيطاني في أرض “مطار قلنديا” شمال القدس المحتلة. ويجري أعضاء كنيست من جميع أحزاب الائتلاف اليميني المتطرف جولة في المنطقة اليوم، الأحد، تمهيدا لدفع مخطط إقامة مستوطنة كبيرة.
وسيعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اجتماعا حول هذا المخطط في وقت لاحق من الأسبوع الحالي. ونقل موقع “واللا” الإلكتروني عن مصدر في حزب الليكود قوله إنه “يعتزمون دفع المخطط بكل قوة”. واقترح أعضاء كنيست إطلاق تسمية “تلة السبعة” على المستوطنة في إشارة إلى عدد القتلى في عملية إطلاق النار في مستوطنة “نافيه يعقوب” القريبة.
ويذكر أن منطقة هذا المخطط الاستيطاني تقع بين ضاحية الرام ومخيم شعفاط في شمال القدس المحتلة. وأجرت الحكومات الإسرائيلية مداولات حول هذا المخطط الاستيطاني منذ عشر سنوات، لكنه لم يخرج إلى حيز التنفيذ إثر خطوط دولية، خاصة من جانب الولايات المتحدة.
وجمدت الحكومة الإسرائيلية المخطط خلال ولاية الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما. إلا أن إجراءات تنفيذ المخطط استؤنفت خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب. وفي العام 2000، قررت بلدية القدس التوصية أمام لجنة التخطيط الإقليمية بدفع مخطط استيطاني جديد، في مساحة 1265 دونما ويشمل بناء 9 آلاف وحدة سكنية إضافة إلى مبان تجارية ومصانع.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر العام 2011، أبلغت الحكومةُ الإسرائيليةُ، برئاسة نفتالي بينيت، الإدارةَ الأميركيّةَ بأنها لن تصادق على التوسّع الاستيطاني في “عطاروت”، الذي صادق عليه قسم التخطيط والبناء في بلدية القدس.
وطالبت إدارة بايدن حكومة نتنياهو بعدم تنفيذ خطوات أحادية في الضفة الغربية والقدس من شأنها منع تنفيذ حل الدولتين.
ونقل “واللا”، اليوم، عن مصادر ضالع في دفع المخطط ادعاءها أن بناء حي عربي في المكان سيؤدي إلى تواصل جغرافي بين قرى فلسطينية واقعة بين رام الله وبيت لحم، وأن هذا سيلحق بإسرائيل ضررا في المستوى السياسي.
وحذر دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي خلال جولة في “عطاروت”، بعد مصادقة بلدية القدس على المخطط، من أن “المصادقات الأخيرة على آلاف الوحدات السكنية لإسرائيليين، هدفه عزل الفلسطينيين عن مدينتهم وتغيير طابع القدس الشرقية. وعمليات كهذه لا تخرق فقط تعهدات إسرائيل كدولة احتلال، وإنما هي تقوض الخطوات نحو سلام دائم بين الجانبين وتثير توترات على الأرض”.
واعتبر رئيس منظمة “إذا نسيتك” الاستيطانية، حاييم سيلبرشتاين، أنه “ننظر إلى إقامة حيٍ يكون موقعه في شمالي القدس مهمة قومية من الدرجة الأولى، بحيث سيمنع تواصلا إستراتيجيا لإقامة عاصمة فلسطينية في القدس. كما أن إقامة هذا الحي سيستجيب لاحتياجات النمو الطبيعي للقدس وخفض أسعار السكن وسيسهم في ازدهار العاصمة”.