حلفاء إسرائيل ينحازون لوقف إطلاق النار

ضغط وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي. كيو. براون، اللذان وصلا إلى تل أبيب، على القادة الإسرائيليين، للانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب بعد أسابيع من القصف العنيف والهجوم البري.

بينما دعا المسؤولون الأمريكيون إلى تنفيذ عمليات موجهة تهدف إلى قتل قادة «حماس» وتدمير الأنفاق وإنقاذ الرهائن، وذلك بعد أن حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن إسرائيل تفقد الدعم الدولي بسبب «قصفها العشوائي».

ويبدو أن الدول الأوروبية بدأت تفقد صبرها، حيث قال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على موقع «X»: «لقد قُتل عدد كبير جدًا من المدنيين في غزة، ومن المؤكد أننا نشهد افتقارًا مروعًا للتمييز في العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة».

وقف النار

وانضمت فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا – أقرب حلفاء إسرائيل – إلى الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما طالب المتظاهرون الحكومة باستئناف المحادثات مع «حماس» بشأن إطلاق سراح المزيد من الرهائن، بعد مقتل ثلاث منهم عن طريق الخطأ على يد القوات الإسرائيلية، على الرغم من تلويحهم بالعلم الأبيض.

لكن أصر رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو على أن إسرائيل ستواصل القتال حتى تزيل «حماس» من السلطة، وتسحق قدراتها العسكرية.

دمار واسع

وأدت الحرب، المستمرة منذ 10 أسابيع، إلى مقتل أكثر من 18.700 فلسطيني، وحولت جزءًا كبيرًا من الشمال إلى كومة من الدمار الواسع. بينما فر نحو 1.9 مليون فلسطيني – ما يقرب من %85 من سكان غزة – من منازلهم، وتجمع معظمهم في الملاجئ التي تديرها الأمم المتحدة، ومخيمات الخيام في الجزء الجنوبي من القطاع المحاصر.

لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت قال، الأسبوع الماضي، إن بلاده ستواصل العمليات القتالية الكبرى ضد «حماس» لعدة أشهر أخرى.

وتحت ضغط أمريكي، قدمت إسرائيل تعليمات إخلاء، قالت إنها أكثر دقة في وقت سابق من هذا الشهر، مع تحرك القوات إلى مدينة خان يونس الجنوبية، على الرغم من أن الفلسطينيين يؤكدون أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، بينما تواصل إسرائيل تنفيذ ضرباتها في كل أنحاء الأرض، وفقد العديد من المدنيين حياتهم.

تجويع عمدي

واتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إسرائيل بتجويع سكان غزة عمدًا – وهو ما قد يشكل جريمة حرب – في إشارة إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين كبار الذين عبروا عن نية حرمان المدنيين من الغذاء والماء والوقود، وربطوا دخول المساعدات بإطلاق سراح الرهائن.

وقال منير البرش، المسؤول الكبير بوزارة الصحة، إن 110 أشخاص على الأقل قتلوا جراء القصف الإسرائيلي المباني السكنية في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة خلال يوم واحد.

كما شهدت المنطقة قتالا عنيفا في الأيام الأخيرة. وقالت أمل رضوان، التي تقيم في ملجأ للأمم المتحدة بجباليا: «لا أحد يستطيع انتشال الشهداء أو نقل الجرحى إلى المستشفيات».

قصف المستشفيات

بينما وثقت السلطات الفلسطينية تدمير وقصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي جميع المستشفيات في مدينة غزة وشمالها، ما تسبب في استشهاد ووفاة المئات من المرضى الذين كانوا يعالجون داخل تلك المستشفيات.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن قوات الاحتلال دمرت، الاثنين، آخر أقسام مستشفى الشفاء، الذي كان يعد أكبر مستشفيات قطاع غزة، وهو قسم الجراحة الذي قصفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى استشهاد نحو عشرين فلسطينيًا من النازحين، وما تبقى فيه من الجرحى والمرضى. كما دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع، بعد حصار استمر ثمانية أيام. وقد دمر الاحتلال الإسرائيلي قبل عدة أسابيع المستشفى الإندونيسي، بعد حصاره عدة أيام، ومستشفى العيون والأطفال غرب مدينة غزة.

وأكدت الصحة الفلسطينية أنه، بعد تدمير قوات الاحتلال مستشفيات شمال قطاع غزة، تم افتتاح عيادة صحية في جباليا، لاستقبال الشهداء وإنقاذ حياة الجرحى الذين يصلون بالمئات لتلك العيادة الصحية الوحيدة في شمال القطاع، مؤكدة أن هذه العيادة لا تتوافر فيها الأجهزة الطبية والوقود، ولا الكوادر الطبية المتخصصة في الجراحات.

بينما فرضت الدبابات الإسرائيلية حصارا شاملا على مستشفى العودة شمال قطاع غزة، بعد يومين من المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مستشفى كمال عدوان شمال القطاع.

وأفادت الوزارة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أجبرت المرضى والجرحى والكوادر الطبية على النزول إلى ساحة المستشفى، وسط إطلاق نار صوب مرافق المستشفى والمرضى، محذرة من تكرار ما حدث في مستشفى كمال عدوان الذي تم تدميره، وارتكاب مجزرة فيه بحق الكوادر الطبية والمرضى والنازحين.

أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني:

نحو 300 من الكوادر الطبية، من مسعفين وأطباء، استشهدوا

استمر القصف منذ بدء هجمات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ73 على التوالي

تدمير الاحتلال عشرات سيارات الإسعاف، ما أدى إلى استشهاد وإصابة جميع كوادرها

38 من الكوادر الطبية اعتقلتهم قوات الاحتلال في أثناء اقتحامها مستشفيات القطاع