ويرى الخبراء الصحيون أن التخلي عن هدف تطعيم 70% من سكان المعمورة ينطوي على خطر شديد، يتمثل في إمكان ظهور سلالات فايروسية شديدة الخطر، من شأنها أن تدمر الجهود الكبيرة التي بذلتها الدول للتعايش مع الفايروس. وأشارت «التايمز» إلى أن دولاً عدة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية تشهد انخفاضاً شديداً في الإقبال على التطعيم ضد كوفيد19 خلال الأشهر القليلة الماضية؛ مع أنها لم تتمكن من تطعيم أكثر من ثلث سكانها. لكن أفريقيا أسوأ حالاً من بقية أرجاء العالم. فلم يحصل على الجرعة الأولى من لقاحات كوفيد سوى أقل من 17% من سكان القارة السمراء. ويعتقد أن أكثر من نصف كميات اللقاحات التي سلمت إلى الدول الأفريقية لم تُستخدم. وانخفض الشهر الماضي عدد جرعات التطعيم المستخدمة في أفريقيا بنسبة 35%، مقارنة بما كان عليه الوضع في فبراير الماضي. وزاد الأمر استفحالاً انعدام المنح الدولية لتمويل شراء اللقاحات للدول الفقيرة، وافتقار تلك الدول إلى الموازنات اللازمة لتدبير نقل اللقاحات، وتخزينها طبقاً لمواصفات صانعيها، وتوفير الكوادر الطبية اللازمة لتنفيذ حملات التطعيم.
ومما يزيد الأمر تعقيداً أن كثيراً من الدول الأفريقية الفقيرة تعتقد أن وباء فايروس كورونا الجديد لا يشكل تهديداً بحجم التهديد المتمثل في الأمراض المستوطنة في تلك القارة، كالملاريا، والإيدز. ويعني ذلك أن تلك الدول منشغلة بأولويات تعتبرها أكثر أهمية وإلحاحاً. ومما ينبغي ذكره في هذا الشأن أن عدد وفيات كورونا في أفريقيا منخفض بشكل عام. وتندلع من وقت لآخر أمراض أخرى تثير الهلع هناك، كالحصبة التي تهدد 20 مليون طفل في جمهورية الكونغو الديموقراطية. وبسبب انخفاض الإقبال على التطعيم، وعدم استخدام ملايين الجرعات المهداة لدول القارة السمراء، اضطر الاتحاد الأفريقي إلى عدم التقدم بطلبات جديدة لشراء مزيد من لقاحي جونسون آند جونسون وموديرنا. ونسبت «التايمز» أمس إلى الرئيس التنفيذي لشركة آسبين فارماكير الجنوبية الأفريقية ستيفن سعد قوله إنه بعدما توصلت الشركة إلى إبرام عقد مع شركة جونسون آند جونسون تقوم بموجبه بإنتاج لقاحها وتعبئته وتسويقه في القارة الأفريقية، وبدأت تستعد لدوران محركات الإنتاج، لم تجد الشركة أي عروض شراء من الدول الأفريقية، ولا مبادرة الأمم المتحدة لتوزيع اللقاحات (كوفاكس). وتوقف معهد اللقاحات الهندي أكبر مصنع للقاحات في العالم، وشركة بهارات بيوتك الهندية عن إنتاج لقاحات كوفيد منذ نهاية 2021، لأنهما لم يجدا مشترين!
16 مليون إصابة في إيطاليا
أعلنت وزارة الصحة الإيطالية أنها سجلت السبت 70520 إصابة جديدة بكوفيد19، بعد يوم شهد تسجيل 73212 إصابة جديدة، فيما انخفض عدد الوفيات اليومية بكوفيد19 من 202 إلى 143 وفاة (السبت). وارتفع عدد وفيات إيطاليا منذ اندلاع نازلة كورونا إلى 162609 وفيات، تعد ثاني أعلى وفيات في أوروبا بعد بريطانيا (173352 وفاة). وذكرت وزارة الصحة الإيطالية أمس أنها أجرت 421533 فحصاً (السبت)، في مقابل 437193 فحصاً (الجمعة). ويذكر أن العدد التراكمي لإصابات إيطاليا ارتفع أمس الأول إلى 16 مليوناً منذ اندلاع نازلة كورونا.
مسافرون يرفضون الرحلات بلا كمامات!
أعلنت شركات طيران أمريكية عدة أنها بعد إلغائها إلزامية الكمامة في المطارات، وعلى متن رحلاتها الجوية؛ مستعدة لتقديم خيارات إلى المسافرين الذين يتحفظون عن السفر على متن رحلة تخلى عدد كبير من ركابها عن ارتداء الكمامة. وكان معظم المسافرين خلال الأسابيع القادمة حجزوا تذاكر رحلاتهم قبل صدور قرار قاضية فيدرالية أمريكية (الإثنين) الماضي إلغاء إلزامية ارتداء الكمامة على متن الرحلات الجوية. وذكر الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد الأمريكية سكوت كيربي أن شركته تتسم بالمرونة لتوفير بدائل ملائمة للمسافرين الذين يعانون أمراضاً مزمنة تضعف مناعتهم. وأضاف أن ذلك يشمل إعادة قيمة التذكرة إليهم، وقال متحدث باسم الشركة نفسها إن المسافرين، باستثناء حملة التذاكر الأدنى سعراً، يمكنهم تأجيل موعد سفرهم من دون التعرض لأي غرامات. وأعلنت متحدثة باسم شركة دلتا للطيران أن المسافر الذي لا يرغب في السفر في ظل التغيرات الراهنة عليه أن يتصل بالشركة. وزادت أن الشركة تتعامل مع هذه الاتصالات بحسب طبيعة كل منها. وكانت وزارة العدل الأمريكية أعلنت (الخميس) الماضي أنها قررت تقديم استئناف ضد قرار القاضية الفيدرالية الذي يلغي إلزامية ارتداء قناع الوجه على متن الرحلات الجوية. ويقول خبراء قانونيون إن إدارة الرئيس جو بايدن لا تريد لقرار القاضية الفيدرالية أن يصبح سابقة قضائية من شأنها أن تحد من صلاحيات المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها، وهي الجهة الحكومية التي فرضت تلك الإلزامية أصلاً.