اعتبرت حركة “حماس”، أن حديث إسرائيل عن الانتقال لمرحلة ثالثة من الحرب في قطاع غزة بمثابة “تسويق” من تل أبيب والولايات المتحدة لمواصلة “جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده القيادي في الحركة أسامة حمدان، الأربعاء، في العاصمة اللبنانية بيروت.
وقال: “تسويق الاحتلال والإدارة الأمريكية للمرحلة الثالثة من الحرب يهدف لتجميل صورتهما، ويؤكد إصرارهما على مواصلة جريمة الإبادة الجماعية بغزة”.
وأضاف: “المرحلة الثالثة تعني الاستمرار في القتل والتدمير تحت عنوان جديد، فجرائم الإبادة والتدمير ومنع دخول المساعدات وخلق واقع غير قابل للحياة، كلها متواصلة”.
وفي 8 يناير/ كانون الثاني الجاري أعلن متحدث الجيش دانيال هاغاري لصحيفة “نيويورك تايمز”، بدء الجيش بتنفيذ “مرحلة جديدة (ثالثة) من الحرب بقطاع غزة، أقل كثافة في القتال، وتشمل قوات برية وهجمات جوية أقل”.
وفي السياق، أشار حمدان إلى أن إصرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب يأتي “لمصالحه الشخصية ومستقبله السياسي”.
وتابع: “نتنياهو لا يهتم بقضية الأسرى (الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة) ولا بإعادتهم، وهو يهمل استغاثتهم ونداءاتهم”.
وعلى صعيد آخر، جدد حمدان تأكيد حركته على أن مفاوضات تبادل الأسرى يجب أن تستند “لوقف كامل للعدوان على غزة”.
وقال: “تلقينا بعض الأفكار والمبادرات من خلال الوسطاء المصريين والقطريين، وبالتشاور مع المقاومة قدمنا تصورا للتعامل مع الأفكار وتم نقله للوسطاء”.
واتهم حمدان الحكومة الإسرائيلية بـ”المماطلة في هذا الملف”، قائلا إنها “تستخدمه لكسب الوقت لاستمرار العدوان وارتكاب المزيد من الجرائم دون أن تأبه بحجم الجرائم بحق الفلسطينيين أو بحجم خسائرها من الجنود أو في صفوف أسراها لدى المقاومة”.
وترعى مصر وقطر إلى جانب الولايات المتحدة، جهودا للتوصل إلى هدنة مؤقتة ثانية في غزة، حيث تم التوصل للهدنة الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وأسفرت عن إطلاق سراح 105 محتجزين لدى حماس بينهم 81 إسرائيليا، و23 مواطنا تايلانديا، وفلبيني واحد، و240 أسيرا فلسطينيا.
كما ندد حمدان خلال حديثه بـ”مواصلة إسرائيل حرب التجويع والتعطيش الممنهجة بغزة”، قائلا إن “أكثر من 800 ألف فلسطيني أصبحوا يعيشون مجاعة حقيقة هناك”.
وأشار إلى أن إسرائيل ما زالت تواصل “منع إدخال المساعدات والمواد الغذائية والوقود والغاز للقطاع”.
وحمل القيادي في “حماس” الجانبين الأمريكي والإسرائيلي “المسؤولية عن جرائم وحرب الإبادة المستمرة على القطاع”.
وتشترط “حماس” وقفا كاملا للحرب على غزة للدخول بمفاوضات حول أي صفقة تبادل جديدة، الأمر الذي ترفضه إسرائيل التي تقول إنها تبدي تفهما إزاء “الهدن المؤقتة”.
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نفذت “حماس” هجوما على مستوطنات غلاف غزة قُتل فيه نحو 1200 إسرائيلي، وأصيب حوالي 5431، وأسر 239 على الأقل.
وتقدر إسرائيل وجود نحو “137 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة”، وفق تقارير إعلامية متطابقة، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين.
ومنذ 7 أكتوبر2023 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأربعاء “24 ألفا و448 شهيدا و61 ألفا و504 مصابين”، وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.