نشر موقع مجلة “نيوزويك” تقريرا أعده توم أوكونور نقل فيه تصريحات المتحدث باسم حركة “حماس” وعضو مكتبها السياسي باسم نعيم قوله إن “واشنطن تمارس حملة ضغط على المقاومة”.
وقالت المجلة إن المسؤول في “حماس” اتهم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بإساءة تمثيل متعمد لمستوى التقدم الذي تحقق في المفاوضات الجارية من أجل وقف إطلاق النار في غزة ومن أجل ممارسة الضغوط على الحركة.
وأضافت أن تعليقات نعيم جاءت بعد فترة قصيرة من تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي للصحافيين التي تحدث فيها عن “تقدم كاف” حققته الأطراف المشاركة في النقاشات الجارية بالعاصمة المصرية، القاهرة، لدرجة أن المفاوضين رأوا أن الخطوة المقبلة المناسبة هي لقاء اللجان الفرعية ومناقشة التفاصيل الدقيقة.
وقال كيربي إن المرحلة العملية من المحادثات هي “أكثر تفصيلا وتحديدا مما كنا قادرين عادة على التحدث عنه”، بما في ذلك طبيعة تبادل المحتجزين لدى حماس، والفلسطينيين الأسرى في السجون الإسرائيلية.
ولم تشارك حماس مباشرة في الجولة الأخيرة من المفاوضات، حيث مثّلها وفد من الوسطاء في القاهرة وقطر. وقال كيربي في تصريحاته يوم الإثنين، إن “حماس لا تزال ممثلة في مفاوضات مجموعات العمل التي تلتقي ونحن نتحدث وستستمر على مدى الأيام المقبلة”.
وردّ نعيم على تصريحات كيربي بالقول إن “حماس لا تشارك في المفاوضات بالقاهرة”، مضيفا أن “تصريحات كيربي هي محاولة لبيع الوهم والتغطية على جرائم الاحتلال”.
وجاءت الاتهامات الأخيرة في وقت اتهمت فيه حماس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإضافة شروط جديدة لمقترح وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه بايدن في أيار/ مايو وقبلته حماس في 2 تموز/ يوليو.
وقال نعيم: “لن نقبل بالشروط التي أضافها نتنياهو في 2 تموز/ يوليو”. ولم يرد مكتب نتنياهو للتعليق بناء على طلب المجلة.
ونفى المسؤولون الإسرائيليون إضافة مطالب جديدة تتعارض مع روح المقترح الأمريكي، مع أن نتنياهو اعترف بالتزامات معينة اعتبرتها حماس متناقضة مع الصفقة. وتشمل هذه الشروط، التي تضمنتها رسالة من نتنياهو في 27 تموز/ يوليو، احتفاظ القوات الإسرائيلية بوجود في أجزاء من غزة، وخاصة معبر رفح ومحور فيلادلفيا، فضلا عن ممر نتساريم الذي أنشأه الجيش الإسرائيلي والذي يفصل شمال غزة عن جنوبها، إلى جانب احتفاظ المسؤولين الإسرائيليين برأيهم بشأن تفاصيل صفقة تبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين.
وفي بداية هذا الشهر، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن إن نتنياهو قَبِل بمقترحات لتقريب وجهات النظر تقدمت بها الولايات المتحدة ومصر وقطر، على أمل التوصل إلى صفقة توقف التوترات الإقليمية النابعة من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، أواخر تموز/ يوليو. وتحدث نتنياهو بشكل إيجابي عن اجتماعه مع بلينكن، لكن ممثلي أفراد عائلات المحتجزين الإسرائيليين والجنود القتلى قالوا لاحقا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أخبرهم أنه قاوم الضغوط الأمريكية وسيظل ملتزما بهزيمة حماس.
واتهم المسؤولون الإسرائيليون حماس برفض المقترحات القائمة وإضافة شروط جديدة على الاتفاق، وهو أمر نفته الحركة. وحدد المقترح الأول الذي قدمه بايدن وصادق عليه مجلس الأمن الدولي في حزيران/ يونيو، ثلاث مراحل. وتتضمن المرحلة الأولى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة وتبادلا محدودا للمحتجزين والأسرى وزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ومن شأن المراحل التالية أن تؤدي إلى وقف دائم للأعمال العدائية، والإفراج عن بقية المحتجزين المتبقين لدى حماس، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، ومن ثم وضع خطة لإعادة إعمارها.
وقد دعت حماس إلى ضمانات مبكرة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار فيما أصبحت أطول وأشد حرب دموية في غزة على الإطلاق.
وبدأت الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث قُتل فيها حتى الآن أكثر من 40,000 فلسطيني حسب أرقام وزارة الصحة في غزة.
وتوسعت الحرب إلى جبهات اشتركت فيها جماعات مرتبطة بما يعرف بمحور المقاومة في لبنان واليمن العراق وسوريا. وصعّدت إسرائيل المواجهة مع حزب الله في لبنان، عندما قالت إنها شنت هجوما استباقيا ودمرت منصات صواريخ كان الحزب يحضرها لضرب العمق الإسرائيلي. لكن الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، قال في نفس اليوم إن العملية كانت ناجحة وضربت الهدف الرئيس المخطط له وهو مقر المخابرات العسكرية (أمان) في قاعدة غليليوت، قرب تل أبيب.
واستمرت المواجهات يوم الإثنين، حيث قال كيربي: “سنحاول التأكد من التقدم للأمام وضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها في المستقبل. ونحن مستعدون للمساعدة في الدفاع عنها إذا اضطررنا إلى ذلك”.