قال قيادي رفيع المستوى في حركة المقاومة الإسلامية حماس في تصريح لـ”العربي الجديد”، إن المسؤولين في الحركة “ينتظرون ما سينتج من لقاء الرباعية في العاصمة القطرية الدوحة اليوم الأحد، واستكشاف ما إذا كان متوافقاً مع رؤيتنا المعروفة لإنجاز صفقة أو لا”، مؤكداً أن “رؤية الحركة ثابتة في هذا الشأن، وهي وقف إطلاق النار فوراً وإنهاء عمليات الإبادة والتجويع والتهجير، وانسحاب الاحتلال من كامل أراضي قطاع غزة، وتوفير الإغاثة وإعادة الإعمار”.
وشدد المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه، أن حماس “تريد صفقة (مشرفة) يتفق عليها الطرفان، وهذا تقرره القيادة عندما تتسلم مقترحاً متماسكاً يوافق عليه الاحتلال الإسرائيلي دون أي لبس، وعندها ستحدد القيادة مع فصائل المقاومة موقفها منه”.
وتوجه رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، أمس السبت، إلى العاصمة القطرية الدوحة، للمشاركة في جولة المفاوضات الجديدة الجارية بشأن غزة، وبحث الرؤية المصرية الخاصة بإقرار “هدنة إنسانية” مؤقتة، في خطوة أولى نحو اتفاق أوسع. وكان رشاد قد التقى في القاهرة رئيسي جهازي الموساد والشاباك الإسرائيليين ديفيد برنياع ورونان بار.
بدوره، توجه رئيس الموساد إلى العاصمة القطرية الدوحة، الأحد أيضاً، لعقد اجتماع مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” وليام بيرنز، وفق ما أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وذلك لإجراء مباحثات جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس. وذكرت القناة 12 العبرية أنّ “رئيس الموساد توجه إلى قطر بهدف إجراء مباحثات جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى والرهائن مع حماس، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار”.
وفي السياق، أكد قيادي آخر في حركة حماس، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، أن “مزاعم الاحتلال عن تغيّر موقف الحركة بعد استشهاد (رئيس حركة حماس) يحيى السنوار، حديث لأشخاص لا يعرفون كيفية اتخاذ القرار في حماس”، مشدداً على أن “ثوابت حماس ومبادئها قبل السنوار كما بعده، وأن الحركة ستسير على ذات الطريق التي سار عليها شعبنا وقادته”.
وحول مسار المفاوضات، قال المصدر إن “الحركة تتعامل مع جهود الوسطاء، إن المصريين أو القطريين، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بإيجابية”، مشدداً في الوقت ذاته على أن “لدى الحركة خطوطاً حمراء أبلغت بها كل الوسطاء على مدار الفترة الماضية، وهي الانسحاب الكامل من قطاع غزة وعودة كل النازحين إلى أماكن سكنهم من دون تفرقة بين الشمال والجنوب، وكذلك إدخال ما يلزم لشعبنا من إغاثة وإعادة إعمار”.
وقلل المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه لانخراطه الحالي في المفاوضات، من احتمالية التوصل إلى صفقة، نظراً لما وصفه بـ”تعنت الاحتلال وإجرامه بحق الشعب الفلسطيني”، قائلاً إن “كل حديث عن هدوء أو تهدئة لا يعدو كونه حديثاً في الفراغ، لا يتوافق مع ما يحدث على أرض الواقع من مجازر”.
وحول الجهود الأميركية قال القيادي في حركة حماس إن “الطرف الأميركي ليس وسيطاً، بل هو شريك وداعم أساسي ورئيسي لكل هذه المجازر التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة على مدار أكثر من عام من الإبادة، كذلك فإنه يساعد الاحتلال الإسرائيلي في المراوغة باستخدام الحديث المتكرر عن مقترحات جديدة كلما ارتكب الاحتلال مجازر”.