عقدت المحكمة المركزية في حيفا، اليوم الأحد، جلسة محاكمة لثلاثة شبان من معتقلي هبة الكرامة من سكان حيفا، هم نور واكد، وشادي محمود، وآدم عمر، والتي شملت مداولات وسماع أقوال المحققين في اعترافات نُسبت للمتهمين.
وكانت النيابة العامة، قد وجّهت لائحة اتهام في ملف أُطلق عليه اسم “ملف نور واكد”، وأبرز التهم تتمحور حول بند “الإرهاب”. وقررت المحكمة اليوم، عَقد جلسة أخرى بشأن الملف ذاته، في نيسان/ أبريل، المقبل.
وعقّب المحامي حمودي مصري، الموكّل بالدفاع عن المعتقل نور واكد، بالقول إن “ملف معتقلي هبة الكرامة لا يزال مستمرا في أروقة المحاكم، حيث اكتشفنا بأن النيابة العامة جمعت الكثير من الأدلة التي حصلت عليها من خلال ممارستها للقوة والضغط النفسي والجسدي على جميع المعتقلين، وجميعنا نشهد على الأحكام العنصرية ضد المواطنين العرب، معتقلي هبة الكرامة، الذين تعرضوا للاعتداء الشخصي، كذلك محاولات حرق بيوتهم وتخريب ممتلكاتهم، في حين من قام بالاعتداء من المستوطنين ضدهم، لم تتم محاكمته”.
وذكر أن الشبان العرب “يدفعون سنين طويلة من السجن، بسبب التهم الباطلة التي نُسبت إليهم، أبرزها ’الإرهاب’ و’العنصرية’”.
وقالت رباب واكد من حيفا، والدة المعتقل نور، إن ابنها “يقبع في السجن ظلما، حيث حصلت النيابة على اعترافاته فقط بسبب الضغوط القاسية التي لا يتحملها أي شخص، حيث أوهمه السجانون والمحققون بطريقة غير مباشرة، أي من خلال حديث بينهم، بأن نور فقد والدته في حادث طرق، وكان نور يستمع للحوار الذي راد في ما بينهم، وفهم بأن الأمر يتعلق بي كوالدته، وخاصة عندما وضعوا صورة لسيارة تحمل لوحة الترخيص خاصتي محطمة في مفترق ’الياغور’ على مرأى منه، بل وبدت عليهم مظاهر المواساة والأسى لأنه فقد أمه، مما جعله يوقّع على لائحة اعتراف بالتهم المنسوبة ضده”.
وأضافت أن “الأسوأ من ذلك، هو أن المحققين سألوا نور فور حصولهم على التوقيع: ’من تريد أن تكلّم الآن أمك أم أباك؟’ في إشارة إلى أنهم كانوا يكذبون بين بعضهم البعض، كي يرغموه على التوقيع، وهنا تعرّض ابني لصدمة نفسية وهو مكبل اليدين والأرجل على كرسي ثابت، مما تسبب له بجروح والتهابات بالمعصمين، وقد رأيت آثار ذلك على يديه عندما زرته، بعد انتهاء التحقيقات ببضعة أيام”.
وتابعت: “كما أخبروه أنهم سيعتنون بشقيقه الصغير الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 12 عاما، وعندما جاء وقت المحاكمة مع ابني، لاحظت آثار تعذيب واضحة في معصميه بسبب الصدمة التي تعرض لها، وهم مكبل اليدين، لعلمه بأنه تعرض للخداع فقط للحصول على توقيعه على لائحة الاتهام ضده، كذلك كان قد خسر نحو 12 كغم من وزنه بسبب حالته النفسية السيئة، إذ توقف عن تناول الطعام لعدة أيام، وأبلغني بأنه كان قد شرب ماء طعمه مر ولا يشبه مذاق الماء، وهنا بدأ يراودني الشك في أنه من الممكن أن يقوم (جهاز الأمن الإسرائيليّ العامّ) الشاباك، بوضع مواد معينة داخل الماء أو الطعام للمعتقلين من قِبل المحققين، كما بقي ابني مقيدا لفترة طويلة بكرسي ومكبل اليدين والقدمين، مع تسليط المكيف عليه بدرجة حرارة منخفضة جدا”.
واختتمت واكد حديثها بالقول: “نحن لا زلنا في جلسات المحاكمة للتداول في لائحة الاتهام، ولا تزال هنالك الكثير من الجلسات بانتظارنا في ملف ابني”.
عرب48