خاركيف تستعد لهجمات روسيا المتصاعدة

وقع أعنف قتال في الأيام الأخيرة في شرق أوكرانيا، حيث يخوض الطرفان سباقا شرسا للسيطرة على الأراضي التي لا تخضع لسيطرتهما. وقال محللون عسكريون غربيون إن هجوما مضادا أوكرانيا يتقدم حول مدينة خاركيف بشمال شرق البلاد، بينما حقق الروس مكاسب طفيفة في لوهانسك، وهي المنطقة التي يقاتل فيها الانفصاليون الذين تدعمهم موسكو منذ 2014.

وعززت القوات الأوكرانية مواقعها حيث شنت القوات الروسية المزيد من الهجمات العقابية على مصانع الصلب المحاصرة في محاولة لاستكمال غزوها لميناء ماريوبول الجنوبي في الوقت المناسب لاحتفالات يوم النصر (لإحياء ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية على ألمانيا النازية).

الهجمات الروسية

استعدت المدن في جميع أنحاء أوكرانيا لزيادة متوقعة في الهجمات الروسية. وحث المسؤولون السكان على الاستجابة لتحذيرات الغارات الجوية.

وقال النائب الأول لوزير الداخلية الأوكراني، يفين ينين، «هذه التواريخ الرمزية هي للمعتدي الروسي مثل الأحمر للثور». «بينما يتذكر العالم المتحضر بأكمله ضحايا الحروب الرهيبة في هذه الأيام، يريد الاتحاد الروسي المسيرات ويستعد للرقص على العظام في ماريوبول».

فيما اتهم رئيس مجلس الدوما الروسي الولايات المتحدة بالمشاركة بشكل مباشر في القتال بأوكرانيا، كما ظهر زعيم القاعدة أيمن الظواهري في فيديو مسجل مسبقا بمناسبة الذكرى 11 لوفاة سلفه أسامة بن لادن يقول فيه إن «ضعف الولايات المتحدة» هو السبب في أن حليفتها أوكرانيا أصبحت «فريسة» للغزو الروسي.

تأمين ماريوبول

على هذه الخلفية كان المقاتلون الأوكرانيون يتخذون موقفًا نهائيًا لمنع الاستيلاء الكامل على ماريوبول. وتأمين ميناء بحر آزوف ذي الأهمية الإستراتيجية والذي من شأنه أن يمنح موسكو جسراً برياً إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا خلال غزو عام 2014.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية الجديدة التي حللتها وكالة أسوشيتيد برس الدمار الهائل في مصنع فولاذي مترامي الأطراف على شاطئ البحر يمثل الزاوية الأخيرة للمقاومة الأوكرانية في المدينة.

واشتد قصف مصنع الصلب في الأيام الأخيرة رغم تعهد روسي بوقف مؤقت لإطلاق النار للسماح للمدنيين بالداخل بالفرار. واستخدمت روسيا قذائف الهاون والمدفعية وأنظمة الصواريخ المحمولة على الشاحنات والقصف الجوي والقصف من البحر لاستهداف المنشأة.

كما سعى عمال الإنقاذ إلى إجلاء المزيد من المدنيين السبت بعد أسبوع من القوافل المتقطعة لإخراج الناس من ماريوبول.

وأكد مسؤولون روس وأوكرانيون أنه تم تسليم عشرات المدنيين يوم الجمعة إلى رعاية ممثلي الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقال الجيش الروسي إن المجموعة المكونة من 50 شخصا تضم ​​11 طفلا.

وتبع الأشخاص الذين تم إجلاؤهم ما يقرب من 500 آخرين سُمح لهم بمغادرة المصنع وأجزاء أخرى من المدينة في الأيام الأخيرة.

دعت الحكومة الأوكرانية المنظمات الدولية إلى المساعدة أيضًا في إجلاء المقاتلين الذين يدافعون عن المصنع. وفقًا لأحدث التقديرات الروسية، ظل ما يقرب من 2000 مقاتل أوكراني في مصانع الصلب في آزوفستال. لقد رفضوا مرارا الاستسلام.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن «الدول المؤثرة» تشارك في جهود إنقاذ الجنود، رغم أنه لم يذكر أيًا منها بالاسم.

خاركيف

وبين الجيش الأوكراني إن خاركيف، التي كانت أول عاصمة سوفيتية في أوكرانيا، ظلت هدفا رئيسيا للقصف الروسي.

وقال إنه أحرز تقدمًا حول المدينة المتنازع عليها بشدة والتي كان عدد سكانها قبل الحرب حوالي 1.4 مليون نسمة، واستعاد السيطرة على خمس قرى وجزء من سدس.

بينما ذكر مركز أبحاث مقره واشنطن، معهد دراسة الحرب، في أحدث تقييم له أن الجيش الأوكراني قد يكون قادرًا على إخراج القوات الروسية «من نطاق مدفعية خاركيف في الأيام المقبلة»، مما يوفر فترة راحة للمدينة وفرصة لبناء زخم المدافعين «في هجوم مضاد ناجح أوسع».

تحريف التاريخ

وفي سياق آخر اتهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ «تحريف التاريخ» وذلك في إشارة إلى إحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية.

وقال بلينكن في واشنطن: «يحاول الرئيس بوتين تحريف التاريخ من أجل تبرير حربه الوحشية التي لم يكن لها داعٍ على أوكرانيا».

وأضاف أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والشعب الأوكراني «يدافعون بشجاعة عن بلادهم وديمقراطيتهم والمستقبل المشروع لأوكرانيا» في أوروبا «الحرة والمسالمة».

ومن المتوقع أن يدلي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذه المناسبة بتصريحات عن الوجهة اللاحقة للحرب الروسية في أوكرانيا.

تطورات أخرى

– أربعة صواريخ كروز روسية أطلقت من طائرات أصابت منطقة أوديسا حيث فرضت السلطات حظر تجول حتى صباح الثلاثاء

– أظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللتها وكالة أسوشييتد برس أن أوكرانيا تستهدف جزيرة تسيطر عليها روسيا قبالة سواحلها في محاولة لعرقلة جهود روسيا للسيطرة على البحر الأسود

– دمر صاروخ روسي السبت متحفا وطنيا أوكرانيا مخصصا لحياة وعمل فيلسوف من القرن الثامن عشر، حسبما ذكر المجلس المحلي