بالمقابل، يقوم النظام رغم الظروف الاقتصادية الصعبة وتجويع الشعب ببناء المفاعلات النووية؛ حيث كشف موقع «ديفينس نيوز» الأمريكي أن البرنامج النووي الإيراني يتم تعقبه بشكل أكثر دقة عبر الذكاء الصناعي، وأن المعاهد البحثية باتت لديها القدرة على رصد أنشطة منشآت طهران النووية خصوصا منشأة نطنز العسكرية.
وقال تحليل صدر مؤخراً من مركز الأمن والتعاون الدولي، ربما إيران على بعد 18 إلى 24 شهراً من استكمال قاعة تجميع أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض في منشأة نطنز النووية.
ويُظهر التحليل أن إيران ستكون قادرة على إعادة بناء وتوسيع قدرتها على تخصيب اليورانيوم على الرغم من العديد من النكسات الكبيرة التي ألقى المسؤولون الإيرانيون باللوم فيها على التخريب. وبحسب موقع ديفينس نيوز فإن المنشأة الجديدة، التي وصفها محللو معهد CISAC لأول مرة لصحيفة New York Times تقع جنوب المرافق الحالية في نطنز، حيث يتم بناؤها في عمق جبل، وستكون أقل عرضة للضربات الجوية، وسط محاولة إخفائها عن تصوير الأقمار الصناعية. وبحسب التقرير استخدم محللو معهد CISAC أدوات الذكاء الاصطناعي من Orbital Insight لمساعدتهم على تتبع عمال البناء في الموقع. ووجدوا أن بإمكانهم تتبع العمالة المتدفقة إلى موقع انفجار العام الماضي في نطنز، وأخرى متعلقة بالحفر وبناء قاعة التجميع الجديدة.
وقالت أليسون بوتشيوني الباحثة في معهد CISAC، إن التحليل القائم على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي يساعدنا على فهم مكان تواجد العمال بشكل أفضل وفي أي وقت.
و يؤكد الباحثون الغربيون أن النظام الإيراني زاد من عجل تخصيب اليورانيوم مؤخرا ولاحظوا أن النظام قام أيضا بزيادة تسعة أضعاف في المركبات في إحدى المواقع النووية خلال الأشهر الثلاثة، «ما يشير إلى نمو كبير في النشاط» وفقا لتقرير في مجلة Janes Intelligence Review. وتصف الورقة الدور الأساسي الذي لعبه الذكاء الاصطناعي في التحليل.
من جهة أخرى، لم توقف طهران بتاتاً دعمها للمليشيات الطائفية بالمال والأسلحة في المنطقة حتى في ظل العقوبات الأمريكية الشديدة، لذلك يتعين على إدارة بايدن أن تفعل أكثر بكثير من مجرد إعادة العمل بـ«خطة العمل الشاملة المشتركة». فعلى الولايات المتحدة أن تعزز الردع الأمريكي لكي تدرك طهران أن الولايات المتحدة ستمنع إيران من أن تصبح دولة على حافة العتبة نووية. ويتعين على الإدارة الأمريكية أيضاً مكافحة جهود نظام إيران الإرهابية المتصاعدة في المنطقة.. فمع تخفيف العقوبات الذي سينجم عن العودة إلى الامتثال لـ«خطة العمل الشاملة المشتركة»، ستزداد الموارد التي تسمح لطهران بإثارة المشاكل. وكانت حملة «أقصى الضغوط» التي أطلقها دونالد ترمب قد حدّت من الموارد التي يمكن أن توفرها إيران للجماعات المقاتلة مثل «حزب الله» اللبناني والمليشيات في العراق، لكنها لم توقف إيران أبداً عن توفيرها المستمر للتدريب والأسلحة والمساعدات المادية والتقنية الأخرى للمليشيات الطائفيةً.