ولاشك أن هذا القرار جاء كثمرة جهود عربية قادتها السعودية طوال المرحلة الماضية، إذ تصر الرياض وعلى لسان كبار المسؤولين على أنه لاتطبيع إلا بعد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ليس هذا فحسب بل وإنهاء الحرب على غزة، والدخول في مسار سياسي صادق وجاد ينتهي بحل الدولتين، وفقا لبنود المبادرة العربية للسلام، والتي طرحتها المملكة العربية السعودية خلال قمة بيروت العام 2002، والتي تنص على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل.
وفي رأي خبراء القانون الدولي، فإن الاعتراف الأوروبي يشكل دعمًا قويًا لمكانة فلسطين القانونية على الساحة الدولية، ويعزز من فرص نيلها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
ويؤكد الخبراء أن هذا الاعتراف يستند إلى قواعد راسخة في القانون الدولي، أبرزها حق الشعوب في تقرير المصير، وهو ما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة والعهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لعام 1966.
وفي أول تعليق فلسطيني، قالت الرئاسة الفلسطينية إن هذا القرار سيسهم في تكريس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه، وفي أخذ خطوات فعلية لدعم تنفيذ حل الدولتين.
وحثت في بيان لها، اليوم، دول العالم وخصوصا الدول الأوروبية على الاعتراف بدولة فلسطين وفق حل الدولتين المعترف به دوليا والمستند لقرارات الشرعية الدولية وعلى خطوط عام 1967، مؤكدة أهمية أن تدعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
ورحبت الخارجية الفلسطينية بهذه الخطوة المهمة، وقد أثبتت هذه الدول مرة أخرى التزامها الثابت بحل الدولتين وتحقيق العدالة التي طال انتظارها للشعب الفلسطيني.
واعتبرت حماس اعتراف الدول الأوروبية الثلاث بالدولة الفلسطينية خطوة مهمة على طريق تثبيت الحق في الأرض وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
من جهته، حيّا الأمين العام لـجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قرار إسبانيا والنرويج وإيرلندا الاعتراف بدولة فلسطين اعتبارا من 28 مايو. وقال في بيان: إنه «يرحب عاليا بالخطوة المهمة» التي اتخذتها الدول الثلاث.
ودعا أبو الغيط في منشور على منصة «إكس»، الدول التي لم تفعل ذلك إلى الاقتداء بالدول الثلاث في خطوتها المبدئية الشجاعة، وبارك لفلسطين على هذا التطور الإيجابي.
من جهتها، رحبت الخارجية المصرية بقرا الاعتراف رسميا بدولة فلسطين. وقالت إن القرار يدعم الجهود الرامية إلى خلق أفق سياسي يؤدي إلى إقامتها على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
واعتبرت الخارجية القطرية اعتراف النرويج وإيرلندا وإسبانيا بدولة فلسطين خطوة مهمة لدعم حل الدولتين وتحقيق السلام. وأكدت أن تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة مرهون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.
وشددت على ضرورة إنهاء الحرب على غرة فورا والعودة للمسار السياسي لأنه الضامن الوحيد لتحقيق الاستقرار.
وثمّن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قرار دول أوروبية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، مؤكدا أنه خطوة أساسية للرد على إجراءات إسرائيل التي تقتل فرص تحقيق السلام.
وردا على هذا الاعتراف، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى المبارك. وزعم أن الدول التي اعترفت اليوم بالدولة الفلسطينية تعطي مكافأة للقتلة والمعتدين، ولن نسمح بإعلان الدولة الفلسطينية، بحسب تعبيره.
وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الحكومة الإسرائيلية تدرس معاقبة إيرلندا وإسبانيا والنرويج لاعترافها بدولة فلسطين.
وادعى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد أن قرار النرويج وإسبانيا وإيرلندا الاعتراف بفلسطين «مشين»، لكنه ليس نتاج أزمة بل فشل سياسي غير مسبوق.