حذر تقرير من أن الأطفال البريطانيين يواجهون تدهورا صحيا طوال حياتهم، حيث أعاقت الوجبات الغذائية السريعة نموهم وأدت إلى زيادة السمنة ومرض السكري من النوع الثاني.
وقالت مؤسسة الغذاء إن الأطفال ينشأون في بيئة تجعل إطعامهم بشكل صحي “تحديًا صعبًا يكاد أن يكون مستحيلًا”.
ويعود هذا بسبب الترويج للأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكر والملح، كما أن المستويات المادية لبعض الأسر، تجعل مسألة توفير البدائل الصحية أمرا غير سهلا.
ووفقا لصحيفة الـ”ديلي ميل” فقد تم قياس طول ووزن أكثر من مليون طفل بموجب البرنامج الوطني لقياس الطفل (NCMP).
وقد سلط التقرير الضوء على الارتفاع المقلق “في الحالات الناجمة عن “الأنظمة الغذائية ذات السعرات الحرارية العالية”، مثل السمنة ومرض السكري من النوع الثاني.
كما وجدوا أن نسبة السمنة زادت بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و11 عاما بنسبة 30 في المائة منذ عام 2006، ويعاني الآن أكثر من طفل من كل خمسة أطفال من السمنة عند ترك المدرسة الابتدائية.
وكشف التقرير أنه تم تشخيص الحالات الأولى لمرض السكري من النوع الثاني لدى المراهقين في المملكة المتحدة في عام 2000 وزادت بشكل كبير منذ ذلك الحين، حيث تضاعفت المستويات 3 مرات بين 2012/2013 و2020/21.
وفي نفس الوقت، انخفض متوسط طول الأطفال في سن 5 سنوات منذ عام 2013، بعد سنوات من التقدم، حيث احتل الأولاد البريطانيون المرتبة الأقصر والفتيات في المرتبة الثانية بين الدول المتقدمة.
وجاء ذلك بعد انخفاض استهلاك العناصر الغذائية الرئيسية، بما في ذلك الكالسيوم والزنك وفيتامين أ والفولات والحديد.
جيل مثقل بالأمراض
ويحذر التقرير الذي يحمل عنوان “جيل مهمل: عكس اتجاه التدهور في صحة الأطفال في إنجلترا” من أن الفشل في السيطرة على القضايا الأساسية سيؤدي إلى “جيل مثقل طوال حياته بالأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي” بحسب الصحيفة.
كذلك فإن 8 من كل 10 مراهقين يعانون من السمنة المفرطة يظلون يعانون من السمنة المفرطة عند البلوغ، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكري من النوع الثاني.
إضافة إلى ذلك، فإن هذه السمنة تُكلّف المملكة المتحدة ما يقدر بنحو 98 مليار جنيه إسترليني سنويًا.
وأضاف التقرير: “تثير هذه النتائج تساؤلات جوهرية فيما يتعلق بالجودة الغذائية للطعام الذي يتناوله الأطفال، بالإضافة إلى القوى الاجتماعية والاقتصادية الأوسع التي تشكل الظروف اللازمة للنمو والتطور الأمثل للأطفال الصغار”.
ولكي ينمو جميع الأطفال وينمووا بصحة جيدة، من الضروري أن يحصلوا على نظام غذائي يوفر جميع العناصر الغذائية الأساسية.
الجدير بالذكر بشأن المشاكل الصحية التي ذكرها التقرير، يمكن الوقاية منها إلى حد كبير.
وأشارت آنا تايلور، المديرة التنفيذية لمؤسسة الغذاء، إلى أن منح الأطفال إمكانية الحصول على التغذية التي يحتاجون إليها هو حق واجب لهم.
وقالت الناشطة في حزب المحافظين والناشطة في مجال مكافحة الفقر الغذائي آن جينكين” إن الحالة الصحية للأمة، وخاصة صحة أطفالنا، لم تكن أسوأ من أي وقت مضى، ولا أحد يتحدث عنها تقريبًا”.