وانطلقت فعاليات اليوم الثاني للمنتدى بكلمة افتتاحية قدمها طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، إلى جانب عدد من الخطابات المُلهمة التي ألقاها مجموعة من المؤثرين والمسؤولين وأصحاب التجارب الفريدة، هم: الدكتور أحمد العوضي، نائب أول للشؤون المجتمعية والحكومية ومدير برنامج الجينوم الإماراتي، ومايا غزال، سفيرة النوايا الحسنة وأول لاجئة سورية تحصل على رخصة لقيادة الطائرات، بالإضافة إلى صانع المحتوى العالمي زاكري ديرينوسكي.
الإنسان عماد النهضة
وفي كلمته الافتتاحية، أكد طارق سعيد علاي، أن إمارة الشارقة بقيادة صاحب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تعمل وفق استراتيجية واضحة وهي أن الإنسان هو عماد نهضة البلدان وأساس تطويرها، وأن توفير المناخ والبيئة المناسبين، إلى جانب أدوات الاتصال والتواصل الفعّال هما المؤشر الحاسم نحو التطور وتوجيه بوصلة الإنسان نحو المستقبل.
طموح عالي
واستعرضت مايا غزال، سفيرة النوايا الحسنة، تجربتها مع سنوات اللجوء وعدم الالتحاق بالتعليم موضحةً أن اللاجئ هو إنسان عادي يملك الطموح ويحتاج إلى من يأخذ بيده ويساعده على تحقيق أحلامه، حيث أنها خلال رحلاتها المتعددة إلى مخيمات اللاجئين التقت بالعديد من اللاجئات من ذوات الطموح العالي، مؤكدةً أن التعليم يحوّل الطلبة إلى قادة ومبتكرين لصالح كل المجتمعات في العالم.
مستقبل صحي
وتناول الدكتور أحمد العوضي، في خطاب مُلهم بعنوان “الجينوم الإماراتي… رحلة لاكتشاف مستقبل صحي أفضل”، أهمية مشروع برنامج الجينوم الإماراتي الرائد عالمياً، مشيراً إلى أنه مشروع بحثي وطني طموح يهدف إلى وضع خارطة جينية شاملة لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف تسريع وتيرة تطوير حلول الرعاية الصحية والوقائية والمخصصة، وذلك باستخدام أحدث تقنيات التسلسل الجيني والذكاء الاصطناعي.
وأكد مدير برنامج الجينوم الإماراتي على أهمية الاتصال في نجاح المشروع من حيث تفاعل المشاركين وتوعيتهم بأهمية البرنامج إلى جانب التحديات التي واجهت فريق عمله المنتشر في كافة أنحاء الدولة، حيث أن البرنامج يهدف إلى البحث عن مسببات الأمراض الوراثية، مما يتيح للباحثين والأطباء دراسة هذه المسببات بشكل متعمق لوضع خطط علاجية فعالة، بهدف بناء مجتمع إماراتي أكثر صحة.
الاتصال العاطفي
واختتم صانع المحتوى العالمي زاكري ديرينوسكي الكلمات المُلهمة بخطاب بعنوان: “صورة الإنسانية تتجلى بالاتصال العاطفي”، مؤكداً أن التواصل بين الشخص والآخرين يمكن أن يكون له تأثير عميق على حياتنا ويعمل على تغيير الحياة إلى درجة كبيرة، مشيراً إلى ضرورة أن تعمل وسائل التواصل الاجتماعي لبناء مجتمعاتٍ تدعو للخير والتعاطف بين الناس.
وأوضح ديرينوسكي فكرة التواصل العاطفي والتعاطف مع الآخرين والتي أصبحت مؤثرة بشكلٍ كبير قائلاً “التواصل مع شخص غير معروف يمنح الإنسان شعوراً مختلفاً تماماً عن التواصل مع الأشخاص المعروفين لنا، لأننا نحدثهم بأشياء قد لا نستطيع أن نحدث بها من نعرفه، هذا الاتصال العاطفي مع الغرباء ألهمني لتغيير مسار حياتي، حيث قررت أن أترك دراسة الطب واتجه إلى صناعة المحتوى الذي يمكنني من التواصل مع الغرباء ومشاركة قصصهم وتجاربهم ومساعدتهم”.