خطر «داعش» يهدد القارة السمراء وباحث مصري يحذر

يحاول تنظيم «داعش» الإرهابي بسط نفوذه في عدد من دول غرب أفريقيا التي تشهد صراعاً مستمراً منذ سنوات طويلة وهشاشة أمنية وسط غياب التنسيق والتعاون الأمني بين دول القارة السمراء فى مواجهة التنظيم.

وحذرت تقارير استخباراتية عالمية من انتشار التنظيم كـ«السرطان» فى الجسد الأفريقي، مبينة أن هناك انتشارا للتظيم في دول (تشاد ومالي والنيجر ونيجيريا وبوركينا فاسو). وعزت تلك التقارير أسباب انتشار التنظيم في تلك الدول إلى جذب مقاتليه وسعيه للسيطرة على الثروات المعدنية النفيسة الموجودة في القارة السمراء بهدف إيجاد حلول لتمويل مخططاتهم الإجرامية.

وأشارت التقارير إلى أن التنظيم له باع كبير في تهريب السجناء والمتمردين واستخدامهم في عملياته الإرهابية بعد غسل أدمغتهم، مستغلين الطبيعة الجغرافية الصعبة التي تتيح لهم التنقل بحرية تامة، مع إمكانية التدريبات المسلحة، مبينة أن التنظيم الإرهابي يحصل على السلاح والدعم المالي من خلال عمليات التهريب عبر الصحراء وفرض الإتاوات والخطف والفدية والضرائب.

وتعليقاً على ذلك، أوضح الباحث في حركات الشؤون الإسلامية الدكتور هشام النجار أن تمدد تنظيم داعش «الإرهابي» بدول غرب أفريقيا يأتي في إطار خطة الحرب الاستنزافية واستغلال الانفلات الأمني، مبيناً أن التنظيم يسعى إلى فتح جبهات عدة بالقارة السمراء.

وأشار إلى أن مؤشر الإرهاب العالمي بين أن عدد الوفيات في أفريقيا جراء العمليات الإرهابية، التي حدثت خلال العام الماضي 2022، بلغ أكثر من 50 ألف ضحية، وهو ما يؤكد أن جرائم التنظيم خطيرة على حياة المدنيين.

وكشف النجار وجود تنافس كبير بين تنظيمي «داعش» و«القاعدة» الإرهابيين في السيطرة على القارة السمراء خصوصاً فى أعقاب سقوط «داعش» في سورية والعراق عام 2019، مشدداً على أن الاجتماع الوزاري لـ«التحالف الدولي لهزيمة داعش»، الذي عقد في المغرب خلال شهر مايو الماضي، يبين خطورة التنظيم على دول المنطقة، وضرورة محاربة وجوده بكل قوة.

وقال النجار لـ«»: «إعلان المملكة استضافتها الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة داعش خلال عام 2023 يأتي تماشياً مع الجهود العالمية في مكافحة الكيانات الإرهابية بجميع صورها وأشكالها، التي تمثل القارة السمراء حالياً بيئة خصبة لها وملاذا آمنا للجماعات الأصولية الراديكالية»، مضيفاً أن فكر التنظيمات الإرهابية المتطرفة دائماً يميل إلى التواجد في أماكن غياب الأمن، ومناطق الصراع لبسط نفوذها، وهو أمر موجود في الدول الأفريقية. ليس هذا فحسب، بل إن الصراعات الحدودية بين الدول والخلافات السياسية والإستراتيجية تستغلها لصالحها في التواجد والانتشار وتدخل في تحالفات مع جماعات مسلحة كما حصل بين تنظيم داعش والإخوان الإرهابيين للتخريب داخل مصر.