وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي ووزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين وغيرهما من الوزارات المعنية تعكف حاليا على وضع خطط لتكريس سياسات جديدة في شتى المجالات، تتماشى مع موقف الغرب من موسكو من الدفاع والتمويل إلى التجارة والدبلوماسية الدولية.
وأفادت الصحيفة، في تقرير لها أوردته أمس (الإثنين)، بأن الجهات المعنية تواصل مراجعة الوثائق الأساسية التي سيتم تقديمها في الأشهر القليلة القادمة، مرجحة أن تعمد إدارة الرئيس جو بايدن إلى إجراء تعديلات في إستراتيجية الأمن القومي وفقا للتوجه الجديد، والتي كان يفترض أن تقدمها العام الماضي ولكنها لم تكتمل بعد.
وأفصحت عن أن إستراتيجية الدفاع الوطني الجديدة للبنتاغون، التي أُرسلت سرا الشهر الماضي إلى الكونغرس، تعطي الأولوية لما أطلق عليه ملخص موجز للبنتاغون عن «التحدي الروسي في أوروبا» إضافة إلى التهديد الصيني. ومن المقرر الكشف عن وثيقة «المفهوم الإستراتيجي» للناتو في قمة الحلف في يونيو القادم التي تعتبر الأولى منذ عام 2010، حيث كانت الوثيقة السابقة تنص على سعي الحلف إلى «شراكة إستراتيجية حقيقية» مع روسيا.
وكان الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ قال، في مؤتمر صحفي مطلع الشهر الجاري: «إن الحوار الهادف الذي كنا نسعى له جاهدين من قبل لم يعد من خيارات التعاطي مع روسيا». ووضع الاتحاد الأوروبي خططا لتقليص اعتماده الشديد على غاز روسيا بمقدار الثلثين بحلول نهاية هذا العام، ووقف جميع واردات الوقود الأحفوري قبل عام 2030.
ونقلت «واشنطن بوست» تصريحا لوزير الخارجية الهولندي فوبكه هويكسترا، قال فيه: «إن الأمر لا يرتبط كثيرا بالعقوبات، وإنما يتعلق بتحديد مسار يقود إلى أننا أصبحنا مستقلين عن الغاز والنفط الروسيين»، مضيفا «بالنسبة للبعض، سيأخذ هذا المسار شهورا. وبالنسبة للبعض الآخر قد يتطلب سنوات. لكن هولندا ودولا أخرى جادة للغاية بهذا الشأن، ولن نكرر نفس الخطأ مرة أخرى». ولفتت إلى جملة من الإجراءات اتخذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضمن سعيهم لعزل روسيا، من بينها مشاريع قوانين وقعها بايدن قبل أسبوع لإنهاء العلاقات التجارية الطبيعية مع روسيا وتقنين الحظر على واردات النفط الروسية.