كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء اليوم الأربعاء، بأنّه كان من المفترض أن يُقدَّم اليوم خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية، اقتراح لـ”خطّة إعادة إعمار الشمال”، لكن الاقتراح سقط مرّة أخرى، بسبب الصراعات الداخلية بين أعضاء الحكومة.
ويأتي سقوط الاقتراح بعد انتظارٍ طويل من قبل مجالس مستوطنات الشمال، إذ دام الانتظار لأشهرٍ طويلة، بشأن إقرار المساعدات الحكومية لهم وإعادة الإعمار.
ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ القرار لم يجرِ تمريره بسبب الخلافات بين الوزارات، والذي تطوّر خلال الجلسة إلى سجال وجدال، إذ أوضح وزير الأمن، يوآف غالانت للوزراء أنّ “التسوية في الشمال مُرتبطة أيضاً بما يحصل في الجنوب (قطاع غزّة)، لذلك يجب التوصل أيضاً إلى تفاهمات في موضوع الجنوب”.
ورداً على هذه التصريحات، هاجم وزراء في “الليكود” غالانت، طالبين منه قبل كل شيء “هزيمة حماس وبعد ذلك التحدّث عن تسويات”.
كما أشار الإعلام الإسرائيلي، إلى أنّه “لا يوجد قرار موحّد بين وزراء حكومة نتنياهو بشأن الشمال، ففي وقتٍ سابق طلب غالانت إنشاء إدارة تهتم بمستوطنات الشمال، وهذا لم يحصل مطلقاً”.
وتابع أنّ “حكومة نتنياهو تُهمل أكثر فأكثر مستوطنات الشمال، وتتركهم من دون مُساعدات، ومن دون تحويل أيّ أموالٍ”.
من جانبها،قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إنّه “سيتم تأجيل برنامج المساعدات الفورية الذي يهدف إلى توفير استجابة طارئة لعشرات الآلاف من المستوطنين النازحين في الشمال”.
وفي وقتٍ سابق، تحدّث إعلام الاحتلال الإسرائيلي، في تقرير، عن استياء رؤساء السلطات في مستوطنات الشمال، من تجاهل حكومة الاحتلال للحرب التي تجري منذ 8 أشهر عند الحدود مع لبنان، مقترحين الانفصال عن “إسرائيل”، وإقامة دولة الجليل.
كما أنّ وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن الوزير في حكومة الاحتلال، إسحق فاسرلوف، قوله إنّه “لا ينوي المشاركة في جلسات الحكومة، حتى تتم المصادقة على قرار بخصوص مساعدة سكان الشمال”، مشيراً في رسالته التي وجّهها إلى نتنياهو إلى أنّ “رؤساء السلطات ينهارون تحت العبء البيروقراطي من دون ردّ واسع كما هو مطلوب”.
المستوطنون يفقدون صبرهم
يُذكر أنّ قلق المستوطنين يتزايد في شمالي فلسطين المحتلة، بسبب العمليات العسكرية التي يُنفّذها حزب الله منذ أكثر من 7 أشهر، ونتيجة عدم وجود أي أفق لعودتهم، ولحل سياسي مع حزب الله.
وأعرب مستوطنو الشمال عن شعورهم بالخوف، إذ “لا توجد مؤشّرات تضمن أنّ حزب الله لا يُخطّط من أجل حربٍ مقبلة، أو تضمن أنّه لن يفتح النار ويطلق الصواريخ نحو الشمال كلّ مدة”، وفق تصريحهم.
كما أعلن “اللوبي 1701” الإسرائيلي، بالتعاون مع منظمات إسرائيلية أخرى، إطلاق مخيم “مهجّري الجليل” بالقرب من مستوطنة “عميعاد” الإسرائيلية، ويهدف المخيم إلى نقل رسالة إلى حكومة نتنياهو تطالبه بـ”إعادة الأمن إلى الشمال”، وفق ما أعلن المنظّمون.
وأدّت عمليات المقاومة إلى إبعاد نحو 100 ألف مستوطن عن أماكن إقامتهم، الأمر الذي جعل رؤساء السلطات المحلية في الشمال يفقدون صبرهم، مؤكّدين أنّ “الوعود التي قُطعت سُجِّلت على لوح ثلج”.