دانا بن شمعون : انتهاء “شهر العسل” لا يعني بالضرورة انهيار حماس قريبا..

كاتبة اسرائيلية متخصصة بالشأن الفلسطيني..

قرار السودان مصادرة ممتلكات حركة حماس يشكل ضربة للحركة ليس فقط من الناحية المادية والمعنوية بل ايضا يدل على العزلة المتزايدة لحماس في العالم العربي. 

علاقات حماس مع السعودية متوترة جدا، بعد الأحكام والاعتقالات لنشطاء حماس في المملكة. كذلك ما زالت القطيعة مستمرة مع الاردن منذ طرد قادة حماس وإغلاق مكتب الحركة في عمان قبل اكثر من ٢٠ سنة. اما مصر، يبدو أن هناك توتر من جديد في العلاقات مع حماس بسبب الجمود في مفاوضات تثبيت وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى. 

قطر تبقى الدولة الوحيدة التي تدعم وتحتضن حماس، الى جانب ايران، ولذلك حماس ليس لديها سبب للقلق طالما أن قطر تستضيف وتدعم قادة الحركة وسكان قطاع غزة، وكذلك الدعم الإيراني. 

يشار الى ان حماس تعتمد كثيرا على التبرعات من الافراد والمؤسسات الخاصة في الدول العربية والإسلامية ولذلك لن تتأثر كثيرا اقتصاديا بالخطوة السودانية. 

صفعة أخرى لحماس تتمثل في التراجع المستمر للاخوان المسلمين في العالم العربي والاسلامي حيث فشل الاخوان في الحكم في مصر ايام محمد مرسي وتونس والمغرب مؤخرا. 

صحيح أن الخطوة السودانبة تزيد من عزلة حماس، ولكن من جهة ثانية لن تمس مكانة حماس لدى الفلسطينيين، بل بالعكس، ستزيد من شعبية الحركة حيث سينظر إليها على أنها ضحية “مؤامرة من النظام السوداني المطبع مع الكيان الصهيوني” والمقرب من امريكا. 

في هذا السياق يشار الى ان مقتل عناصر حماس في الضفة الغربية الاسبوع الماضي خلال نشاطات الجيش الاسرائيلي الهادفة الى القضاء على البنية التحتية التابعة لحماس، يزيد من هيبة الحركة مقابل السلطة الفلسطينية التي تواجه انتقادات شديدة لمواصلتها في القيام بالتنسيق الامني مع اسرائيل. 

كل هذا لا يعني بالضرورة أن حماس ستفلس او تسقط قريبا. لقد صمدت حماس لأكثر من ١٠ سنوات من الحصار والمقاطعة وتجميد الحسابات حتى في الضفة الغربية من قبل السلطة الفلسطينية وكذلك العقوبات الاقتصادية من قبل الرئيس محمود عباس.