قال الدبلوماسي الفرنسي جيرار أرو إنّ حرب غزة التي شنتها “إسرائيل” ردًا على عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، هي الحرب الأطول في تاريخ الاحتلال والأكثر دموية بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين، وها هي رغم دخولها الشهر السابع لم تحقق أيا من أهدافها الأساسية، وتهدد وجود كيان “إسرائيل” بذاته.
وأوضح السفير السابق في تل أبيب -في كتابه “إسرائيل. فخ التاريخ”- الذي استعرضته صحيفة لوموند، أنّ جيش الاحتلال لم يحقق أيًا من أهدافه الأساسية، لا إطلاق سراح الأسرى ولا تدمير حماس عسكريًا ولا القضاء على قادتها، ولا ضمان أمن الحدود الجنوبية أو الشمالية.
وخلص جيرار أرو إلى أن “السابع من أكتوبر/تشرين الأول هو أكبر هزيمة إستراتيجية في تاريخ إسرائيل”، موضحًا أن هذا الهجوم “كسر عقيدة مناعة إسرائيل التي لا تقهر، ولا نرى كيف يمكن أن تستعيد مصداقيتها، لأن أساس أمنها هو الذي تداعى، وبالتالي فقدت قدرتها على الردع” والذب عن سلامة الأراضي التي تقوم عليها.
ضرورة حل سياسي دائم
ويرى أرو أن “إسرائيل” مجتمع معقد وديناميكي بقدر ما هو متفجر، ولكنه أيضا قاسٍ للغاية، كما يتحدث عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وعنفه ومآزقه ومواعيده العديدة الضائعة مع السلام، مركزًا بشكل خاص على “عنف” المستوطنين في الضفة الغربية وصمت الغربيين، وعلى التناقض في المشروع الصهيوني المتمثل في إنشاء دولة تكون يهودية وديمقراطية في الوقت نفسه.
وخلصت الصحيفة إلى أن التحديات التي تواجهها “إسرائيل” اليوم من بين الأخطر في تاريخها، مع أن أرو يأمل، رغم الصدمة المزدوجة التي تعرض لها الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني نتيجة للصراع الحالي، أن يكون للوعي “بالحاجة الملحة إلى التوصل إلى حل سياسي دائم” الأسبقية على الرغبة في الانتقام.