أظهرت دراسة أن نسبة المتطعمين ضد فيروس كورونا في البلدات الفقيرة متدنية لدى جميع الفئات العمرية، وأن الفروق بين هذه البلدات وبين البلدات ذات المستوى الاقتصادي الأعلى تزايدت خلال حملة التطعيم بالجرعة الثالثة.
ووفقا للدراسة، الصادرة عن “مركز تاوب لدراسة السياسة الاجتماعية في إسرائيل” ونشرت هذا الأسبوع، فإن البلدات في المجموعة رقم 1، الأدنى في المؤشر الاجتماعي الاقتصادي، بين 10 مجموعات، تلقى 40% من الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما الجرعة الثالثة، بينما في البلدات ضمن المجموعات 7 فما فوق تلقى الجرعة الثالثة 90% تقريبا ممن تزيد أعمارهم عن 60 عاما. وتشمل المجموعة 1 بلدات مثل تل السبع وحورة ورهط.
وأكدت الدراسة على أن الفجوات تتسع كلما صغرت الفئة العمرية. وفي البلدات ذات المؤشر الاجتماعي – الاقتصادي المتدني، تلقى التطعيمات ضد كورونا قرابة 30% فقط من أبنا 49 – 50 عاما، بينما في البلدات ذات المؤشر المرتفع وصلت هذه النسبة إلى أكثر من 75%.
وتتسع الفجوة أكثر بين أبناء 29 – 39 عاما، إذا تلقى التطعيمات 20% فقط في البلدات الضعيفة، مقابل 65% في البلدات الأقوى اجتماعيا واقتصاديا.
ويتبين أن المجتمع العرب الأكثر تضررا في هذه الناحية، وذلك بسبب سياسة السلطات الإسرائيلية. فقد نقلت صحيفة “هآرتس” اليوم، الجمعة، عن الباحث المشارك في الدراسة ورئيس برنامج السياسة الصحية في “مركز تاوب” ومدير مدرسة صحة الجمهور في جامعة بن غوريون في بئر السبع، بروفيسور ناداف دافيدوفيتش، قوله إن الطريق لتحسين الوضع هي بالإعلام وإتاحة التطعيمات.
وأوضح دافيدوفيتش، العضو في فريق الخبراء الذي يقدم الاستشارة للحكومة في مكافحة كورونا، أنه “في التطعيمات العادية، وليس ضد كورونا، كانت النسبة منخفضة بشكل ملموس بين السكان العرب حتى الثمانينيات. وعندما تمت إتاحة التطعيمات، أصبحوا يتلقون التطعيمات بأعلى النسب”.
وشدد دافيدوفيتش على أن المشكلة الأساسية تكمن بإتاحة التطعيمات، فعليا وثقافيا. “ينبغي العمل مع أطباء العائلة وأشخاص داخل المجتمع. ووزارة الصحة تعرف ذلك، ويستغرق وقتا إلى حين تتغلغل الأمور إلى أرض الواقع”.
ونشرت وزارة الصحة دراسة في شهر آب/أغسطس الماضي، لدى انطلاق حملة التطعيم بالجرعة الثالثة، وتبين منها أيضا وجود فروق بين الوضع الاقتصادي للبلدات وبين الإقبال على التطعيم.
وأظهرت الدراسة، التي تطرقت إلى التطعيمات بالجرعتين الأولى والثانية، أن 53% من السكان الذين لم يتلقوا التطعيمات هم من الطبقة الاجتماعية – الاقتصادية المتدنية، بينهم 31% يسكنون في بلدات عربية و16% في بلدات حريدية.
وكان وزير الصحة الإسرائيلي، نيتسان هوروفيتس، قد أشار قبل أربعة أشهر، إلى أن البلدتين اللتين فيهما أعلى إقبال على التطعيمات هما سيفيون وكفار شمرياهو، شمالي تل أبيب، والبلدتين الأقل إقبالا على التطعيمات هما كسيفة وحورة في النقب.