08:51 ص
الأربعاء 15 سبتمبر 2021
بي بي سي:
كشفت دراسة جديدة أن نجاح الثعابين في البقاء على الأرض يعود جزئيًا إلى اصطدام كويكب بها قضى على الديناصورات فيها.
وتسبب الاصطدام في دمار كبير مع موت معظم الحيوانات والنباتات. لكن العلماء يقولون إن حفنة من أنواع الثعابين الباقية على قيد الحياة كانت قادرة على الازدهار في عالم ما بعد الكارثة التي أصابت الأرض من خلال الاختباء تحت الأرض والبقاء لفترات طويلة من دون طعام.
ثم انتشرت الزواحف المتأقلمة مع الوضع الجديد في جميع أنحاء العالم، وتطورت إلى 3 آلاف نوع أو أكثر من الأنواع المعروفة اليوم.
وانقرضت الديناصورات الشهيرة عندما ضرب كويكب الأرض قبل 66 مليون عام، ما تسبب في حدوث زلازل وموجات تسونامي وحرائق غابات، تلاها عقد من الظلام عندما حجبت سحب الرماد الشمس.
واختفى ما يقدر بـ76٪ من النباتات والحيوانات. لكن الثعابين، مثل بعض الثدييات والطيور والضفادع والأسماك الأخرى، تمكنت من التشبث بالحياة.
وقالت الدكتورة كاثرين كلاين التي أجرت البحث في جامعة باث: “في مثل تلك البيئة التي انهار نظام توفر الغذاء، تستطيع الثعابين البقاء على قيد الحياة والنمو، كما أنها قادرة على التوطن في قارات جديدة والتفاعل مع بيئتها بطرق جديدة”. وأضافت “من المحتمل أنه لولا اصطدام هذا الكويكب لما وصلت إلى ما هي عليه اليوم”.
وفي الوقت الذي اصطدم فيه الكويكب بالمكسيك، كانت الثعابين تشبه إلى حد كبير تلك التي نعرفها اليوم: بلا أرجل مع فكوك ممتدة لابتلاع الفريسة.
ومع نقص الغذاء، من المحتمل أن تكون قدرتها على التدبر من دون طعام لمدة تصل إلى عام والصيد في الظلام بعد الكارثة، كانت مفيدة في بقائها على قيد الحياة.
وكانت الحفنة من أنواع الثعابين التي ظلت على قيد الحياة هي تلك التي تعيش تحت الأرض أو في قاع الغابة وفي المياه العذبة.
ومع القليل من المنافسة من قبل الحيوانات الأخرى، كان لدى الثعابين مساحة فارغة كي تتمدد في مسارات تطورية مختلفة وعبر العالم، وقد توطنت في آسيا لأول مرة.
بمرور الوقت، أصبحت الثعابين أكبر وأكثر انتشارا، مستغلة موائل جديدة وفرائس جديدة. وظهرت مجموعات جديدة من بينها ثعابين بحرية عملاقة يصل طولها إلى 10 أمتار.
ويُظهر البحث الذي نُشر في دورية “نيتشر كوميونيكيشنز”، أن جميع الثعابين الحية تعود إلى الأنواع التي نجت من تأثير الكويكب الذي قتل الديناصورات.
وظهر تنوع الثعابين الحديثة – بما في ذلك ثعابين الأشجار، وثعابين البحر، والأفاعي السامة والكوبرا، والحيات العاصرة الضخمة مثل البواء والأفاعي – فقط بعد هذا الانقراض الجماعي.
ومثل هذه الأحداث – عندما يموت ما لا يقل عن نصف جميع الأنواع في وقت قصير نسبيا – حدثت مرات قليلة فقط في مجرى تاريخ كوكبنا.
وقال الدكتور نيك لونغريتش من مركز ميلنر لبحوث النشوء والارتقاء في جامعة باث، إنه في الفترات التي أعقبت الانقراضات الكبرى مباشرة، يكون التطور “في أشد حالاته تجريبيا وابتكارا”.
ووجدت الدراسة أيضا دليلا على حدوث انفجار ثانٍ في نمو وتطور الثعابين حدث في الوقت الذي تحول فيه العالم من “أرض دافئة” إلى مناخ أكثر برودة وشهد تشكل القمم الجليدية القطبية وبداية العصور الجليدية.
وكانت الثعابين ناجحة بشكل لا يصدق في العيش والنمو على الأرض ويمكن العثور عليها في كل القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية. فهي تعيش في معظم النظم البيئية، من المحيط إلى الصحاري الجافة. وهناك ثعابين تعيش تحت الأرض وتلك التي تعيش على قمم الأشجار. وهي تختلف في الحجم من بضعة سنتيمترات إلى أكثر من 6 أمتار.
وتعد الثعابين مهمة للغاية لصحة النظم البيئية، وتحافظ على الفرائس تحت السيطرة وتساعد البشر من خلال السيطرة على الحشرات الضارة. وبسبب صراعها مع البشر، فإن العديد من الأنواع مهددة بالانقراض.