كشف تحليل جديد لدراسات وُضعت خلال الـ50 عامًا الماضية عن أن المبيدات الحشرية المستخدمة في منازلنا، وحدائقنا، وتلك التي نرشها على الأطعمة التي نتناولها، تتسبب بانخفاض كبير في عدد الحيوانات المنوية بين الرجال في العالم.
وراجع التحليل الذي نُشر في مجلة “Environmental Health Perspectives” الأربعاء، 25 دراسة حول العالم تناولت المادتين الكيميائيتين، بينها 20 دراسة في التحليل التلوي.
ونظرت تلك الدراسات في 42 مستوى مختلفًا من الأثر بين 1774 رجلاً في 21 مجموعة دراسة مختلفة.
كما قالت كبيرة مؤلفي الدراسة وعميدة كلية الصحة العامة في جامعة جورج ماسون بفيرفاكس، بولاية فيرجينيا الأمريكية ميليسا بيري : “على مدى الـ50 عاما، انخفض تركيز الحيوانات المنوية بنحو 50% في جميع أنحاء العالم”.
وأضافت أنّه “في حين يرجح أن يكون ثمة أسباب عديدة مساهمة، فإن دراستنا توضح وجود ارتباط قوي بين اثنين من المبيدات الحشرية الشائعة، الفوسفات العضوي وكربامات N-ميثيل، وانخفاض تركيز الحيوانات المنوية”.
و يُعد مبيد الفوسفات العضوي من أكثر المركبات استخدامًا في العالم، ومن المكونات الرئيسية لغاز الأعصاب، ومبيدات الأعشاب، والمبيدات الحشرية، كما يُستخدم أيضًا في صناعة المواد البلاستيكية والمذيبات.
كما أوضحت بيري إلى أنّ “المبيدات تُستخدم على نطاق واسع في زراعة المحاصيل التي نأكلها. نحن نستخدمها في المنشآت داخل المنازل والمباني، والأحياء السكنية، وكذلك لصيانة حديقة الزينة.
إنها متاحة للمستهلكين، لذا فقد ثبت أن التعرض للفوسفات العضوي منتشر نسبيًا”.
وبحسب ما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، تتشابه كربامات N-ميثيل من الناحية الهيكلية والتشغيلية مع الفوسفات العضوي، حيث تقتل الحشرات من خلال إتلاف أدمغتها وأجهزتها العصبية. ويتم استخدامها لصنع المبيدات الحشرية التي يتم تطبيقها على “مجموعة متنوعة من المحاصيل الحقلية والفاكهة والخضار للسيطرة على الخنافس، والحفار، والديدان، الخيطية، والسوس، والآفات المماثلة”.
فيما رأى الأستاذ المساعد في الجراحة والمسالك البولية بكلية الطب في جامعة يوتا بمدينة سولت لايك سيتي الأمريكية، غير المشارك في الدراسة الدكتور ألكسندر باستوزاك، أنه “في حين بدأنا نوعًا ما بإغلاق الشبكة حول العوامل التي يمكن أن تؤثر سلبًا على الخصوبة، بدأت هذه المبيدات الحشرية تلقى إقبالا شديدًا”.
وأضاف: “هناك ما يكفي من الأدلة للبدء فعلياً بالقول نعم، هذه الأنواع من المركبات قد تؤثر سلباً على الخصوبة لدى الرجال. في النهاية، أنت لا تعرف الأثر الفعلي على الخصوبة إلا لدى البدء بمحاولة الحمل”