لذلك أجرى فريق بحثي من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST) في المملكة العربية السعودية دراسات على صخور البحر الأحمر، ومن خلال دمج مجموعة متنوعة من البيانات الجيولوجية، توصلوا إلى أنه يعتبر نسخة مصغرة من المحيط الأطلسي، وقد نشروا نتائج البحث في دورية تيكتونوفيزيكس (Tectonophysics) في 21 مارس.
طبيعة القشرة الأرضية
ما هي طبيعة القشرة الأرضية تحت البحر الأحمر؟، هناك نوعان من القشرة على سطح الأرض: القشرة القارية التي تشكل كتل اليابسة، والقشرة المحيطية تحت المحيطات، وهذان النوعان يختلفان في العمر والسُمك والخصائص الفيزيائية والتركيب الكيميائي، لذلك يمكن تمييزهما باستخدام القياسات الجيوفيزيائية.
وحاليًا، تغطي الصخور الرسوبية قاع البحر الأحمر بالكامل وتخفي أية معالم للقشرة الأرضية به، وسابقًا افترضت الدراسات أن هذه الصخور تكونت منذ الانفصال الأول، وبقيت في نفس مواقع ترسبها، ولكن أجرى الباحثون دراسات على هذه الرواسب واكتشفوا أنه عندما انفصلت قارتا آسيا وإفريقيا عن بعضهما تكون حوض متصدع، سرعان ما امتلأ بالمياه، ولكن النشاط البركاني تحت سطح البحر الأحمر كون قشرة محيطية جديدة في عملية تُعرف باسم (تمدد قاع البحر Seafloor Spreading).
قال «أنطوان ديلوناي» الباحث الأول في الدراسة في البيان الصحفي «يوضح تفسيرنا عمق ومدى القشرة المحيطية تحت هذه الطبقة الرسوبية، وحاليًا تغطي القشرة المحيطية ما يقرب من ثلثي قاع البحر الأحمر»، ووضع الفريق خريطة توضح مراحل تكون البحر الأحمر بدءً من مرحلة تكون الصدع أو القشرة القارية منذ حوالي 29 مليون سنة، حتى بداية تكون القشرة المحيطية منذ حوالي 14 مليون سنة.
قال «عبد القادر عفيفي»- المشرف العام على الدراسة -: «قمنا بتفسير مجموعة متنوعة من البيانات ووجدنا أن هذه الرواسب انتشرت بمرور الوقت عبر القشرة المحيطية».
ويواصل فريق عبد القادر عفيفي عمله في دراسة جوانب أخرى من جيولوجيا البحر الأحمر، لا سيما الشعاب المرجانية وتدفقات الملح في قاع البحر، واكتشفوا أيضًا أدلة على جفاف البحر الأحمر بأكمله خلال أزمة الملوحة المسينية التي وقعت منذ 5.3 و 5.9 مليون سنة، والتي أدت إلى جفاف البحر الأبيض المتوسط حينها.