دعوات بجهات محايدة لإيقاف المسلسلات

دعا نقاد وسينمائيون إلى إجراء المزيد من التحقيقات، قبل إصدار قرار إيقاف أي مسلسل، وتخصيص جهة مستقلة ومحايدة لإصدار قرار الإيقاف، وليس بناء على طلبات المنادين بالإيقاف، مؤكدين أن الأعمال الفنية الناجحة، هي التي تحمل في أحداثها ومشاهدها قصصًا مجتمعية نادرة، ويأتي دور المخرج في تحويلها إلى عمل فني بعيد عن الإسفاف.

أموال طائلة

قال العضو المؤسس في الجمعية المهنية للأفلام، محمد البشير: إن أزمة، إيقاف بعض المسلسلات، والاعتراض عليها، انتشرت وظهرت بشكل واضح من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، لوجود مساحة جديدة للاعتراض من الجميع بصورة واضحة، إضافة إلى ممارسة البعض من تقدم بشكاوى من أشخاص أو عائلات أو قبائل أو جمعيات أو مهن للاعتراض على مشهد أو آخر، موضحًا أنه من حق الجميع الاعتراض، ومن حق الأعمال الدرامية الاستمرارية، ما دامت في حدود المتاح، أو المسموح فيه، فليست كل دعوى من شأنها أن توقف عملًا دراميًا، بُذلت فيه أموال طائلة لاعتراض ما، كتصوير سخرية من مهنة أو أمر من هذا القبيل.

مناقشتها أمام القضاء

أبان البشير، أن الكوميديا، هي تهويل أو مبالغة وفق منطلقاتها، لذلك لا تؤخذ حرفيًا بالصورة التي يتلقاها الملتقي على أنها سخرية خالصة من شخصه، موضحًا أن ذلك يحيد من الدعوى، عند مناقشتها أمام القضاء خاصة، أو الرأي الفني، مؤكدًا أن من حق الجميع الاعتراض واستمرار العمل، حتى يتم إيقافه من جهة محايدة، بعد إجراء المزيد من التحقيقات، وليس بناء على طلبات المنادين.

وحي الخيال

أشار الممثل عبدالمنعم الغزال، إلى أن كثيرًا من المسلسلات، التي تعرضت للهجوم، والسعي إلى إيقافها، وتأجيج الرأي العام ضدها، هي في حقيقتها وواقعها أعمال فنية عربية متكاملة على جميع الأصعدة، بما فيها القضايا المطروحة، فهي واقعية جدًا، وليست من وحي الخيال، بيد أنها يغلب عليها جانب «الجرأة» في الطرح، لافتًا إلى تأييده التام للطرح الواقعي، بما فيها الجرأة، شريطة عرضها دون تفاصيل، إذ أن شاشة التلفاز في شهر رمضان لجميع أفراد الأسرة «كافة الفئات العمرية»، وهنا يأتي الدور الأبرز للمخرج المتمكن، الذي يستطيع نقل الفكرة بطريقة إخراجية إبداعية تضمن وصولها بالشكل الصحيح، دون إسفاف.

هذا المسلسل لا يمثلنا

أرجع الناقد السينمائي فهمي فرحات، ترديد عبارة وتعليقات: «هذا المسلسل لا يمثلنا»، إلى سببين، رئيسيين، وهما: الكتابة الركيكة للمسلسل، إضافة إلى افتقاد العمق في الشخصيات داخل المسلسل، الأمر الذي أعطى الفرصة للبعض بالمطالبة بإيقاف المسلسل، موضحًا أن العمق في الشخصيات في المسلسلات الأجنبية، تتفوق عنها بالمسلسلات العربية، مبينًا أن العمل الفني، يحكي قصة مجموعة معينة، وأن الأفلام الناجحة هي صناعة لقصص من أحداث، وأن العمل المختلف والمواقف المختلفة بما فيها المواقف النادرة، هي الأساس في صناعة القصة، وليست المواقف السائدة، ومن الطبيعي، لكي يكون المسلسل ناجحًا ويأخذ نوعًا من الأهمية، أن يشتمل على هذه المواقف النادرة.

تضخيمها في المسلسل

أوضح المخرج السينمائي مفيد المهنا، أن ما يحدث من ضجة إعلامية لبعض الأعمال الدرامية في القنوات العربية، سببها تأثير مواقع التواصل الاجتماعي وانتشارها، والتواصل المباشر مع الممثلين ومنتجي المسلسلات والمخرجين، له أثر كبير في تصاعد الأمور وتزايد التوتر في الطرح سواء من الناحية السلبية أو الإيجابية في الردود على تعليقات المشاهدين، مؤكدًا أن ما يثير حفيظة المجتمع المحلي، طرح حالات وقصص لفئة قليلة، لا تمثل المجتمع، والتركيز عليها، وتضخيمها في المسلسل، فتكون ردة فعل المشاهد قوية، لما يمتلك من مساحة تعبير في وسائل التواصل الاجتماعي.

مسلسلات واجهت انتقادات ومطالبات بالإيقاف:

• الكبير قوي 6: ظهور ممثلة بزي التمريض، مما اعتبر سخرية وتشويها لصورة الممرضة.

• انحراف: بسبب مشهد قتل لرجل أعمال.

• فاتن أمل حربي: مناقشة قضايا الزواج والأسرة، وما يدور خلف أروقة المحاكم، وأثر ذلك على الأطفال وحقوقهم وتنشئتهم، وقانون الولاية التعليمية للأطفال منفصلي الوالدين.

• من شارع الهرم: بسبب القضايا التي تناولها، باعتبارها مهينة للعادات والتقاليد.

• فتح الأندلس: مغالطات تاريخية.

• حب الملوك: يتضمن مشاهد خادشة للحياء.

• دنيا تانية: لاحتوائه على مشاهد غير أخلاقية.